
القضايا لا العلوم محور التعليم البنّاء
السيد عباس نورالدين
يقوم التعليم المدرسي في جميع بلاد العالم على أساس وجود مجموعة من العلوم التي تمكّن الإنسان من فهم العالم وامتلاك القدرات اللازمة للتعامل معه. ومن النادر أن نجد من يناقش في أصل هذه المقاربة ويتحداها، باعتبار أنّها تستأثر وتحتكر كل طرق المعرفة البشرية.
العلوم الموجودة في الجامعات ـ والتي يهدف التعليم المدرسي إلى إعداد الطالب للتخصص فيها ـ هي وليدة مسار خاص سلكه الإنسان الغربي في تعامله مع الكون والحياة، حيث نشأ ذلك من رحم رؤية كونية ذات طبيعة علمانية، تفصل الدين عن الحياة، والروح عن الجسد.
وأقل ما يمكن أن يُقال عن هذه المقاربة أنّها تنزع إلى الأحادية والتفرد، وتغلّب مناهج بحثية ومنظورات فكرية خاصة على حساب أخرى، من دون سببٍ منطقي.. فالطالب الذي يتخرّج من مدارس اليوم، لا يتقن سوى القليل من المهارات الذهنية والقلبية التي يمكن أن تريه الكثير من الحقائق التي تخفى على الحس والتجربة.
بَيد أنّ أخطر ما في القضية يكمن أيضًا في توجيه اهتمام الطالب نحو القضايا التي ركزت عليها هذه العلوم المطروحة في الجامعات على نطاقٍ واسع على حساب الكثير من القضايا المهمة والمحورية، والتي لا تقل أهمية عنها. وبعبارةٍ أخرى، في هذا المنهج التعليمي غالبًا ما يتم ترسيخ نمط معين من القضايا على صعيد الاهتمام والجهد العلمي والبحثي وإهمال ما يمكن أن يكون أولى وأهم. لأجل ذلك، وانطلاقًا من الرؤية الكونية العميقة والعقلانية للوجود والمصير، يجب أن نعيد بناء المناهج المدرسية على أساس القضايا لا العلوم البشرية، واعتبار كل العلوم الموجودة بين أيدي الناس (مهما كانت كبيرة وشائعة) بأنّها من الطرق التي سلكها الإنسان (الغربي خصوصًا) للتعامل مع نمطٍ محدد من القضايا.
يجب تفتيح ذهنية الطالب المدرسي على جميع قضايا الحياة الأساسية، وتمكينه من التمييز بينها ومعرفة الأولى والأهم والأكثر تأثيرًا على حياته ومصيره (أي بناء منظومة صحيحة للقضايا). فلا شك أنّ قضية الأخلاق والسير المعنوي والتكامل الروحي هي القضية الأولى على مستوى التأثير في سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة؛ وقضية الآخرة والسعي لها تقف، ولا شك، على رأس كل القضايا وتتمكن من تفسيرها لنا بالطريقة التي تجعلنا نرى بعمق وتوسع؛ وبالتالي تصبح القضية التي ينبغي أن تشغل بال كل باحث ومتعلم قبل أي شيء آخر.
في هذا النمط من المناهج المدرسية، سيتم التركيز على القضايا من أجل فهمها بجميع أبعادها وتأثيراتها، وفتح أبواب استكشافها ودراسة المساهمات الإنسانية المختلفة في تحليلها والتعامل معها؛ وبالتالي فلا شيء مقدس قبل الفحص والبحث والدراسة، حتى لو كان يشغل بال ملايين العاملين ويحتل جانب الصدارة في تقدير البشر ويستولي على القدر الأوفى من جهود معظم الباحثين في مختلف مختبرات العالم وجامعاته.
ويمكن ـ من باب المثال ـ الإشارة إلى مجموعة من القضايا الكبرى التي يكاد يتفق على أهميتها وأولويتها جميع عقلاء العالم، مهما اختلفت مشاربهم؛ وأهمها:
- الحياة الآخرة
- الأرض والدنيا
- المجتمع والتاريخ
- الأسرة والرحمية
- العلوم المختلفة
- الإدارة والقيادة
- الأخلاق والتكامل
- الإنسان وكماله
- التفاعل العالمي
- الدين والمذهب
- اللغة
- التكنولوجيا
على ضوء هذا المنهاج يتعرف الطالب إلى هذه القضايا وأبعادها وتأثيرها على حياته، بمعزل عن أي مقاربة علمية محددة. وفي المرحلة التالية يبدأ بالتعرف إلى إسهامات الفكر البشري في تناولها ومعالجتها، وذلك عبر مختلف المناهج البحثية التي لا تستبعد العقل المجرد والشهود القلبي والتجربة والاستقراء. أمّا المرحلة اللاحقة فهي التي ينبغي أن ينصب اهتمام المنهاج فيها على تمكين الطالب من الأصول والمبادئ والأساليب والطرق التي قامت عليها مناهج البحث المختلفة، عبر التطبيق والتمرين والممارسة.
وهكذا، تكون المرحلة الأولى: مرحلة الانفتاح على قضايا الحياة والمصير، بدل التقييد والانغلاق والأحادية. وفيها يتم التعريف بمواقع هذه القضايا على مستوى الوجود، والسير في اكتشاف أبعادها في مختلف شؤون الحياة. فهي مرحلة بناء الرؤية الشمولية المستوعبة التي ستشكل مسارًا لا يتوقف عند مرحلة عمرية معينة؛ وذلك لأن النظر إلى الحياة من موقع القضايا، لا السير الأعمى وفق مناهج حددها ضالون، وتحديد أولوياتها وتأثيراتها على صعيد الفرد والمجتمع سيمثل الزاوية الأوسع والأكثر أهمية لتحديد قرارات الحياة المهمة.
أما المرحلة التالية: فهي التي يتعلم الطالب فيها احترام وتقدير وتفحص جميع المقاربات والإسهامات والإنجازات والأعمال الفكرية التي قدمتها البشرية على مدى تاريخها الممتد لآلاف السنين، بدل الاكتفاء بالمقاربة الغربية المبنية على نظرية معرفية مادية محدودة. وتكمن أهمية هذه المرحلة في توسعة آفاق الطالب من خلال الانفتاح على المصادر الكثيرة للمعرفة والمتوافرة في كل الثقافات والمعاهد والجامعات والمراكز والمنشورات والوثائق. فمن خلال ذلك، يدرك الطالب أنّ جزءًا مهمًّا من جهده ينبغي أن ينصب على البحث فيما وراء ما يُعرض عليه أو يُقدم له؛ ليكون ذلك مقدمة مهمة لتقدير ما في ثقافته وتراثه.
أما المرحلة اللاحقة: فتتميز بالتركيز على إتقان مهارات البحث العلمي بشعبه وطرقه المختلفة من الحس والتجربة إلى الاستقراء والاستدلال العقلي إلى الشهود القلبي. بعد أن يتعرف إلى قيمة كل واحدة من هذه المناهج وإسهاماتها.
- الحياة الآخرة
الحياة الآخرة هي الحياة الحقيقية، والحياة التي ينبغي أن يتوجه إليها كل إنسان باعتبار أنّها مصيره الأبدي، وعليه أن يوليها الأولوية المطلقة وينظر من خلالها إلى حياته الدنيا وكل ما يجري فيها ويكتشف كل ما يمكن أن يحدّد طبيعتها وأحوالها والمسؤوليات التي ينبغي أن يتحملها من أجل النجاح والسعادة فيها (الجنة والرضوان)، والأعمال والسلوكيات التي تؤدي إلى تعاستها وشقائها (جهنم والعذاب). وبذلك ينفتح على كل التراث البشري المرتبط بهذه القضية الكبرى لدراسته والاستفادة منه والمساهمة فيه. - الأرض والدنيا
ما هي فلسفة وجود الأرض، وما هو موقعها في نظام الوجود كله؟ وهل تتحرّك الأرض وفق مسارٍ تكامليّ (ينتهي بأرض مشرقة بنور ربّها)، أو تسافلي (ينتهي إلى الدمار الشامل والكارثة الكونية)؟ وما هو دور الإنسان على هذا الصعيد (ودور الأنبياء والأولياء)؟ وما الذي يتوافر عليه هذا الكوكب من إمكانات وثروات وعناصر يُفترض أن تساهم في تحقيق رقي الإنسان وسعادته بدل شقائه وتعاسته؟ وماذا فعل الناس عبر التاريخ وخصوصًا في عصرنا هذا مع الأرض وإلى أين وصلت الأمور اليوم؟ وما هو المصير المتوقع إذا استمرت هذه الطريقة في التعامل مع الأرض؟ وهل يمكن تغيير سلوك الناس تجاهها؟ لماذا يتولد عن النظرة الخاطئة للأرض شيء اسمه الدنيا التي يُعتبر حبّها رأس كل خطيئة وفشل؟ - المجتمع والتاريخ
للمجتمع كيان وجودي حقيقي يؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد وسعادتهم. كما أنّ لكل مجتمع أو أمّة من الناس مسارًا تتحرّك عليه وفق إرادتها وإدارتها وقيادتها وأعمالها. فقد تكون النتيجة الازدهار والاقتدار، وقد تكون الضعف والهوان والانحطاط وحتى الزوال. فكيف نتعرف إلى هذه المسارات وعواملها؟ وكيف يمكن أن نطبق هذه المعارف على أي مجتمع بشري؟ وما هي قصة المجتمع المسلم والأمة الإسلامية التي أرادها الله أن تكون خير أمة أخرجت للناس؟ وما الذي جرى على المسلمين منذ بداية تشكيل هذه الأمة الواحدة؟ ما الذي فرقهم وجعلهم نهبة لأعدائهم؟ وما هي الإسهامات المختلفة للمسلمين ماضيًا وحاضرًا؟ وما هي قصة الحضارات والقوى العالمية ومساراتها التاريخية والأحداث الكبرى؟ - الأسرة والرحمية
أهمية وجود الأسرة في الحياة. ما هي الأسرة في الإسلام وفي غيره من الثقافات والمدارس؟ ما هي أهم عوامل وشروط سعادتها؟ ما هي قصة تفكك الأسرة اليوم، العلاقات بين الأصول والفروع (بر الوالدين وتربية الأبناء وصلة الأرحام)، وأعضاء الأسرة الواسعة والأخوّة والصداقة والأرحام والجيران والزواج والإنجاب؟ - العلوم البشرية
ظاهرة العلم البشري وحقيقة العلم في الوجود وأهميته ودوره ومساراته التاريخية ومناهجه (الحسي التجريبي والعقلي والقلبي ..)، ونتائجه وفروعه وآلياته ومعاهده ومؤسساته ودعاياته وطرق التكامل فيه و.. - الإدارة والقيادة
أنواع القيادة والزعامة التي شهدتها البشرية وخبرتها ونتائجها. ما هي القيادة الأصح والأقوى؟ وكيف يمكن التفاعل معها؟ ما الفرق بين القيادة الربانية والقيادة البشرية؟ كيف يصل أي إنسان إلى مستوى القيادة المؤثرة الناجحة (الشروط والخصائص الأخلاقية والسلوكية)؟ وما هي عوامل الفشل؟ ما هو الدور المحوري للقيادة والإدارة في حياة الدول والشعوب والمؤسسات والأعمال؟ الرؤى والأفكار والمذاهب. - الأخلاق والسلوك
ما هي الأخلاق؟ وما الفرق بينها وبين العقائد والأفكار والسلوكيات؟ ما هو تأثيرها على حياة الإنسان دنيا وآخرة؟ وما هي مظاهرها الكثيرة (من الفضائل والرذائل) ومنظومتها التي تحدد العلاقات والتأثيرات المتبادلة والأولويات، وكيف تتشكل؟ وما هو دور الإنسان في تشكيلها؟ وما هي البرامج والمناهج المرتبطة بتهذيبها والمصادر والشخصيات الأخلاقية؟ - الإنسان
ما هو الإنسان؟ وما هي أبعاد وجوده وقواه وإمكاناته وغايته ومساراته؟ وما هو الإنسان الكامل؟ وكيف يكون الإنسان السافل؟ ومن هو الإنسان الكامل في زماننا، وكيف نرتبط به؟ وما هي مصادر دراسة الإنسان في كل الثقافات العالمية؟ - التفاعل العالمي
القوى العالمية وتشكلها وصراعها وتفاعلها حضاريًّا. كيف تشكل النظام العالمي؟ وما هو موقعنا على خارطة هذا الصراع؟ وما هو مستقبله؟ وما هي مسؤولياتنا تجاه الحضارات والشعوب الأخرى؟ - الدين
ظاهرة الدين وضرورتها وأهميتها وأسباب انحراف الأديان ودور الإنسان في تشكيل الدين. كيف نقرأ الأديان ونتعرف إلى الدين الأصيل؟ وما هي أهم أديان البشر ماضيًا وحاليًا؟ لماذا العلمانية هي دين متعصب؟ مذاهب الدين الواحد. وأين تتم دراسة أي دين وبأي منهج؟ - اللغة
اللغة ودورها في تشكل الوعي والفكر والمشاعر. تطور اللغات وأهمية دراسة اللغة. قوة اللغة الحقيقة وتأثيرها على مسرح العالم. كيف ندرس اللغات؟ الفصاحة والبلاغة. لغة القرآن. - التكنولوجيا
ما هي التكنولوجيا؟ وما هو الحجم الحقيقي لتأثيرها؟ مسار التكنولوجيا ومستقبلها، مخاطرها وفوائدها، وكيفية امتلاكها. أنواع التكنولوجيا..

لماذا أتعلم؟
ما يهدف إليه هذا الكتاب هو تعميق نظرتك إلى العلم ودوره وأهميّته في حياتك، حتى تقبل عليه بكل وجودك، لأنّه أعظم خير يصيبه الإنسان في هذا العالم. وحين تقدّر أهمية العلم وموقعيته تصبح مستعدًّا للبحث حول هدفه وغايته وكيفية تحصيله. كن عالمًا حقيقيًا تهتدي إلى العمل المطلوب. لماذا أتعلّم؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 136 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المدرسة الإسلامية
يعرض لأخطر المشاكل وأهم القضايا حول أوضاع المدارس الحالية، التي تبنت المناهج الغربية، وذلك بالطبع بحثًا عن المدرسة المطلوبة التي تنسجم مع حاجات المجتمع وثقافته. كل ذلك من أجل بعث حركة فكرية جادة بين المهتمين بالتعليم عن طريق بناء الرؤية الشاملة للتربية التعليمية في الإسلام. المدرسة الإسلاميّة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 232 صفحةالطبعة الأولى، 2014مالسعر: 10$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المدرسة النموذجية
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه. المدرسة النموذجيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 140 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

الدليل المرشد إلى الأعمال العظيمة
أكثر من 30 عملًا يمكن أن يحدثوا فارقًا كبيرًا ليس في حياتك ومستقبلك فحسب، بل في مجتمعك الذي ينتظر منك أن تكون من القادة الذين يلهمون الآخرين ليشاركوا في صناعة مستقبل العزة والكرامة والجمال. الدليل المرشد إلى الأعمال العظيمة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 176 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

ثورة التربية والتعليم
يتطرّق الكتاب الرابع في سلسلة الأطروحة التربوية التعليمية التي يقدمها السيد عباس نورالدين إلى أهم القضايا التي تواجه أي ثورة حقيقية تريد إعادة إنتاج التربية التعليمية وفق استحقاقات العصر ومتطلّبات الزمان وبما يتناسب مع التحدّيات التي يعيشها مجتمعنا.الثورة التي يدعو إليها الكاتب تطال جميع مفاصل التربية التعليمية من رؤى ومناهج وقيم وحتى تلك التفاصيل التي تعني كل عامل أو مهتم بهذا المجال المصيري. ثورة التربية والتعليم الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-033-0 السعر: 12$

هل الدراسة بمفردنا أفضل، أم ضمن مؤسسة كالمدرسة أو الجامعة؟
كيف يمكننا التمييز بين إن كانت الدراسة بشكل منفرد ضمن برنامج محدد (علوم تطبيقية أو إسلامية) أفضل، أم الدراسة ضمن برامج المدرسة أو الجامعة، التي هي في الوقت الحاضر لا تعطي الطالب العلم المطلوب وخاصة في فهم الحياة والمجتمع؟ ألا يعد تعلم الأشياء الغير مطلوبة ضمن هذه البرامج تضييعًا للوقت والعمر؟

كيف نجعل المدرسة مرحلة إعدادية للحياة؟ تعديل أنظمة التقويم أولًا
يُقال إنّ أفضل وضعية للمدرسة في بيئتها ومناهجها وطرق تعليمها وحتى الموضوعات التي تطرحها هي أن تكون إعدادًا للحياة الواقعية أي نموذجًا مصغَّرًا عنها، هكذا نعدّ أبناءنا في المدرسة للتعامل مع الحياة بحكمة ومهارة وقدرة. إلا إن الحياة الواقعية، مليئة بالفرص وتمنح الإنسان إمكانية الإصلاح دائمًا ولا تضع حدًّا لتكامل الإنسان وعطائه وارتقائه، وهذا ما ينبغي أن يعيشه التلميذ في المدرسة

أي مدرسة أختار لأولادي؟
أمام الضغوط الاقتصادية يقف الأهل أمام خيارين: إما تسجيل الطفل في مدارس إسلامية تهتم بالتربية والتعليم. ولكن ذلك على حساب حرمان الأطفال والعائلة ثانيا من أساسيات الحياة، أو اختيار المدارس الرسمية وتأمين الحياة المادية المتوسطة للعائلة. أي الخيارين أفضل؟

هل يمكن خدمة المشروع الإلهي من دون الدراسة في الحوزة؟
هل يمكن لمحبٍ للفكر ولإحياء ونشر الدين الإسلامي في العالم أن ينوي القيام بمشروع ضمن اختصاص معين وأن يعتمد على الأصالة والاستقلال الإسلاميين دون الدراسة في الحوزة؟ أم يمكن أن يجمع بين اختصاصه وتحصيله للعلوم الإسلامية بشكل جانبي مستقل عن برنامج الحوزة كاملًا

حول أسلمة العلوم الطبيعية أو التطبيقية.. مبادئ أساسية لبناء المناهج
لا ينظر المؤمنون بالإسلام وقيمه إلى الحركة العلمية الغربية بارتياح عمومًا، ومنها ما يرتبط بالعلوم التي تمحورت حول دراسة الكون والطبيعة والإنسان؛ هذه العلوم التي عبّرت عن نفسها بمجموعة من الاختصاصات والفروع، وظهرت بنتاج هائل استوعب جهدًا كبيرًا للبشرية، فأصبح بسبب ضخامته وحضوره مدرسة عامة يتبنّاها العالم كلّه. فالمنهج الغربيّ في التعامل مع الطبيعة والكون والإنسان هو المنهج المعتمد اليوم في كل بلاد العالم دون استثناء. إلا إنّ المؤمنين بالإسلام متوجّسون من حركة الغرب عمومًا، لا سيّما حين ينظرون إلى نتائج هذه العلوم على مستوى علاقة الإنسان بربّه. لقد أضحت هذه العلوم علمانية بالكامل، ليس أنّها لا ترتبط باكتشاف مظاهر حضور الله وعظمته وتدبيره وربوبيته فحسب، بل أصبحت سببًا لحصول قطيعة بين الإنسان وخالقه؛ في حين أنّ هذه العلاقة هي أساس سعادة الإنسان وكماله. أضف إلى ذلك، الآثار الهدّامة المشهودة لهذه العلوم على مستوى التطبيق والتكنولوجيا.من هنا، فإنّنا ندعو إلى إعادة النظر في هذه المقاربة، والعمل على تأسيس مقاربة أدق وأوسع وأشمل تجاه الكون والإنسان والوجود تنطلق من فهم فلسفة الوجود وغايته، فتكون عاملًا مساعدًا لتحقيق الأهداف الكبرى.

هل المدرسة تعالج مشكلة الخجل الزائد لدى الطفل؟
مع أننا ندرك ما للمدرسة من آثار سلبية ضاغطة على نفسية الطفل، ولكن نخشى إن أبقينا أولادنا في البيت وأخضعناهم للتعليم الذاتي، أن لا يتمكنوا من بناء شخصية اجتماعية، خصوصًا أن أولادي لا يمتلكون ذلك الذكاء الاجتماعي الكافي للتفاعل مع الناس. فما قولكم في ذلك؟

فلتتواضع المدارس... لماذا تعدّ نزعة الاستبداد العلمي عدو التعليم؟
تمارس مدارس اليوم نوعًا من الاستبداد العلمي لا يقل خطورة عن الاستبداد الإداري الذي يضحي بإحدى أهم القيم الإنسانية المرتبطة بالحرية والاستقلالية. إنّ الحرية الفكرية التي تُعد من أهم عناصر التكامل العلمي، تتعرض في النظام المدرسي ـ ومنذ أن تم استيراد شكل المدرسة التعليمية الغربية ـ للإضعاف المستمر.

الدور الأساسي للجامعة في المجتمع
لو أرادت الجامعة أن تؤدي دورها المطلوب على مستوى النهوض بالمجتمع، ينبغي لها أن تكون محلًّا لانطلاق المشاريع وبناء الخطط، شرط أن يكون ذلك قائمًا على أساسين: الأساس الأول: الارتباط الحقيقي بكل الطاقات العلمية المتاحة. والأساس الثاني: تفعيل هذا الارتباط ضمن البيئة الجامعية.

ما هو المبدأ الأوّل للتربية؟ ولماذا لا تثمر أكثر البرامج الإعداديّة؟
إذا كنت مسؤولًا عن مؤسّسة تُعنى بالتعليم أو أي شأن آخر، وتجد أنّه من الضروري إعداد العاملين فيها وتربيتهم، لكي يزدادوا مهارة ودراية وإتقانًا لعملهم، فلا شك أنّك ستبحث عن أفضل الوسائل والبرامج التربويّة.

أفضل مناهج دراسة الطبيعة، لماذا يجب أن نعيد النظر في تعليم هذه المواد؟
عرفت البشرية طوال تاريخها المديد منهجين أساسيين لدراسة الطبيعة. وقد انتصر ثم هيمن أحد هذين المنهجين بعد صراع لم يدم طويلًا. كان الأول يعتمد على فلسفة البحث من خلال طرح الأسئلة المرتبطة بالموقعية الوجودية لأي كائن أو عنصر طبيعي والبحث عن سر وجوده وعلاقته بغيره.

حول أسلمة العلوم التطبيقية والطبيعية... مبادئ أساسية لإعداد المناهج
لا ينظر المؤمنون بالإسلام وقيمه إلى الحركة العلمية الغربية بارتياح عمومًا، ومنها ما يرتبط بالعلوم التي تمحورت حول دراسة الكون والطبيعة والإنسان؛ هذه العلوم التي عبّرت عن نفسها بمجموعة من الاختصاصات والفروع، وظهرت بنتاج هائل استوعب جهدًا كبيرًا للبشرية، فأصبح بسبب ضخامته وحضوره مدرسة عامة يتبنّاها العالم كلّه. فالمنهج الغربيّ في التعامل مع الطبيعة والكون والإنسان هو المنهج المعتمد اليوم في كل بلاد العالم دون استثناء. إلا إنّ المؤمنين بالإسلام متوجّسون من حركة الغرب عمومًا، لا سيّما حين ينظرون إلى نتائج هذه العلوم على مستوى علاقة الإنسان بربّه. لقد أضحت هذه العلوم علمانية بالكامل، ليس أنّها لا ترتبط باكتشاف مظاهر حضور الله وعظمته وتدبيره وربوبيته فحسب، بل أصبحت سببًا لحصول قطيعة بين الإنسان وخالقه؛ في حين أنّ هذه العلاقة هي أساس سعادة الإنسان وكماله. أضف إلى ذلك، الآثار الهدّامة المشهودة لهذه العلوم على مستوى التطبيق والتكنولوجيا.من هنا، فإنّنا ندعو إلى إعادة النظر في هذه المقاربة، والعمل على تأسيس مقاربة أدق وأوسع وأشمل تجاه الكون والإنسان والوجود تنطلق من فهم فلسفة الوجود وغايته، فتكون عاملًا مساعدًا لتحقيق الأهداف الكبرى.

المشروع الحضاري للتعليم العام.. كيف ننزل هذا المشروع في قالب المناهج المدرسية
السؤال الأساسي هنا هو أنّه كيف يمكن أن نجعل من المشروع الحضاري الكبير الذي نؤمن به منهاجًا دراسيًّا، بل محورًا أساسيًّا في التعليم العام، بحيث يمكن الوصول بالمتعلم إلى مستوى من الفهم والإيمان والتبني والمسؤولية تجاهه، حتى ينتقل إلى الحياة التخصصية والمهنية وقد جعل ذلك كله قائمًا عليه ومتوجهًا إليه.حين يتمكن المتعلم من رؤية الحياة كما هي في الحقيقة، لن ينخدع بعدها بهذه الظواهر: ناطحات السحاب، التكنولوجيا، الطائرات، العدد الكبير لسكان دولة، الدخل القومي الكبير.. فكل هذه المدنية وهذا العمران وهذه الآلات والأدوات لن تكون عاملًا يصرف ذهن هذا المتعلم عن حقيقة ما يجري، وسوف يجد نفسه منخرطًا بسهولة في المكان والموقف الحق الذي يعمل بصدق ووفاء على تحقيق صلاح البشرية والأرض.

كيف تصنع المناهج هم تهذيب النفس؟ إطلالة معمقة على دور المدرسة في التربية
يمكن للتعليم المدرسي أن يساهم مساهمة كبرى في توجيه المتعلم نحو أحد أكبر قضايا الحياة وأهمها وأكثرها تأثيرًا على حياته ومصيره، ألا وهي قضية تهذيب النفس والسير التكاملي إلى الله. ولا نقصد من التعليم المدرسي تلك البيئة الفيزيائية المتعارفة، التي يمكن أن تكون معارضة تمامًا لهذا النوع من التربية والتأثير، وإنّما المقصود هو المناهج التعليمية التي يمكن صياغتها وتطويرها بحيث تصبح قادرة على جعل قضية التكامل المعنوي الجوهري همًّا واهتمامًا أساسيًّا، يعيشه المتعلم ويمارسه في هذه المرحلة العمرية الحساسة.

تنمية العقل بمواجهة القضايا... كيف يمكن أن نبني منهاجًا حول محور القضايا؟
يصرّ المهتمّون والنقّاد على أنّ الكلام الكلّي والعام لا يفيد ولا ينفع في مجال التعليم المدرسي، لأنّ المشكلة كلّ المشكلة تكمن في كيفية تحويل عملية مواجهة القضايا إلى منهاج تعليمي يراعي شروط المراحل المدرسية. ومن حقّ هؤلاء أن يعترضوا أو يطالبوا بتقديم النموذج، لكن فطرية وبداهة ما ذكرناه حين الحديث عن التعليم المتمحور حول القضايا كان من المفترض أن تغني عن هذا النقاش؛ أضف إلى ذلك التجارب الذاتية التي يمكن لأي إنسان أن يكتشف معها دور تحليل قضايا الحياة في تنمية القدرات العقلية عند الطالب.

طريق النجاح في العلوم الطبيعيّة... ما هي المهارات اللازمة لإتقان العلوم الأساسيّة؟
إنّ الهدف الأساسيّ لتدريس العلوم الأساسيّة والطبيعيّة في المدارس هو إعداد الطالب للتخصّص الجامعيّ، سواء في مجال الرياضيّات أو الفيزياء أو الكيمياء، وفي فروع هذه العلوم التي تتكثّر كالفطريّات، أو في مجال الطب والهندسة بفروعها كافّة.

هل يصح تدريس العلوم الطبيعية بمناهجها الحالية؟ وما هي الشروط التربوية لنجاح هذا التعليم؟
تعمد الأطروحة الجديدة للمدرسة النموذجية إلى إعادة النظر بشأن تعليم العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء والأحياء وكذلك الرياضيات، وذلك بما يتناسب مع الرؤية المرتبطة بدور العلم في الحياة البشرية. لقد تم التركيز على هذه العلوم في المناهج الغربية باعتبار الموقعية المركزية لعالم المادة والطبيعة في الحياة البشرية. ففي الفكر الغربي المادي يُعد تسخير الطبيعة وعناصرها أساس السعادة البشرية، وذلك باعتبار أنّ المنشأ الأساسي للقدرة هو المادة. وبحسب هذا الفكر، بالقدرة يتمكن البشر من الوصول إلى السعادة أو حلّ المشكلات المختلفة... في حين أنّه بحسب الرؤية الكونية الدينية، فإنّ القدرة الأساسية (أي قدرة التغيير والتأثير) إنّما تتجلى في إرادة البشر. وهذه الإرادة لا تظهر فقط بالسيطرة على عناصر الطبيعة، وإنّما تظهر في سلوكياتهم وتعاملهم فيما بينهم في الاجتماع والسياسة. كما أنّ مستوى القدرة يتحدد وفق طبيعة استخدام عناصر الطبيعة وآلياتها وبرامجها؛ ممّا يعني أنّ هذه القدرة الناشئة من تسخير مواد الطبيعة إنّما تتبع أهداف البشر ونواياهم وكيفية استعمالهم لهذه المواد، لا مجرد تسخيرها كيفما كان.لذا يجب قبل أي شيء العمل على بناء الرؤية السليمة المرتبطة بدور الانسان في تسخير عالم المادة، ومدى تأثير ذلك على سعادة البشرية أو شقائها، وتعريف المتعلم إلى كل عناصر القدرة التي يمكن أن يحقق من خلالها سعادته وسعادة مجتمعه.

صناعة عالم الدين في المدرسة
بإمكان المدرسة أن تحقّق المعاجز ضمن الإمكانات المتاحةيدرك المتخصّصون في مجال العلوم الدينية أنّ تحصيل مستويات عالية من المعرفة والتخصّص والمهارات التعليمية أمرٌ ممكنٌ بسنواتٍ قليلة، وحتى دون شرط إنهاء المرحلة الثانوية. وفي الوقت نفسه لا يشك خبير متضلّع بما في هذه المعارف من تأثيرٍ عميق على مستوى صقل الشخصية وتقويتها وتوازنها؛ الأمر الذي نفتقد إليه كثيرًا في مدارس اليوم حيث العجز والانفكاك بين العلوم والتربية.

حين يكون التعليم عدوّ التربية... لماذا يجب تغيير التعليم لإنجاح التربية؟
تعاني المدارس الإسلامية بشكل خاص، والمدارس العلمانية بشكل عام، من مشكلة كبرى تكمن في أنواع الخلل التربوي الذي يجتاح نفوس الطلاب وينذر بكوارث نفسية ومعنوية وأخلاقية ومسلكية كبرى. وفي المدارس الإسلامية قد يتحول التأزم النفسي والأخلاقي إلى نوع من التمرد على أهم ما تمثّله هذه المدارس وهو الدين؛ فنجد في بعضها حالات من الإلحاد والزندقة وإنكار الدين، لا لشيء سوى لأنّ هذا يُعد أفضل طريقة للانتقام من المؤسسة التي مارست أشكال القمع والكبت والضغط باسم الدين بحسب ما يراه طلابها.

صناعة التلميذ المتفوّق.. لماذا يجب أن تعيد المدارس النظر في ماهية التفوّق؟
إذا كنّا نريد أن نبقى في عصر الذّكاء الاصطناعي ونحافظ على هويّتنا وثقافتنا، يجب أن نعيد النظر فيما نعرفه عن القدرات التي تمنحها المناهج الجديدة لإنسان الغد.. لا يبدو أنّنا منتبهون إلى التحوّلات النوعيّة، في الأمور التي يمكن لهذه المناهج أن تكسبها لطلّابها والتي تجعل أبناء مدارسنا يظهرون كأقزامٍ صغار.

دور المدرسة في تقوية الفطرة
لكي يتحرّك الإنسان على طريق الكمال، يحتاج إلى عاملين أساسيين؛ الأول تشخيص الكمال الواقعي، والثاني الاندفاع نحوه. وقد تكفّل الله تعالى بتأمين هذين العاملين حين نفخ في الإنسان من روحه. فتشعّب هذا الروح إلى هاتين القوتين المسمّاتين بالعقل والفطرة.

كيف تتغلب المدرسة على العقبة الأولى أمام بناء المجتمع؟ لماذا تعزز مناهج اليوم النزعات الفردية وفرار الأدمغة
بالنسبة لأي مجتمع في العالم، لا يوجد ما هو أسوأ من تضييع الطاقات الشابة الخلاقة والفعالة التي يحتاج إليها للتقدم والازدهار وحتى البقاء.. شباب اليوم هم مدراء البلد والمسؤولون عن تقرير مصيره، والفارق الزمني الذي يفصل بينهما لا شيء مقارنة بعمر الأوطان؛ لهذا، فإنّ أي مجتمع سرعان ما سيلحظ الخسارة الكبرى من تضييع الطاقات الشابة.

قضايا الحياة الكبرى
حين تبدأ بالإحساس بوجود مجتمعات بشريّة ذات هويّات متعدّدة تعيش فيما بينها تفاعلًا قويًّا، وحين تدرك طبيعة هذا التّفاعل الذي يتّخذ سمة الصّراع في العديد من الموارد، وحين تكتشف مفاعيل ونتائج هذا الصّراع؛ فأنت إنسانٌ حيٌّ شاعرٌ مدرك. وهنا، ستحتاج إلى أن ترتقي بوعيك إلى المستوى الأعلى، حيث تفهم طبيعة ما يتولّد عن هذا التّفاعل الكبير من قضايا ـ تكون بمنزلة محدِّدات المسارات الكبرى.

حين يصبح العلم كلّ شيء: ما هو دور المدرسة في تزكية النّفوس؟
حين يُطرح موضوع تزكية النّفس وتهذيبها، فلا شك أنّنا سنكون أمام قضيّة عمليّة. فالتزكية فعل والتّهذيب عمل، ولهذا قيل أنّ تهذيب النّفس لا يمكن أن يتحقّق من دون مجاهدة وسلوك.

كيف يُصنع الطالب المتفوّق؟ التعليم المتمحور حول القضايا الكبرى
بالنظر إلى التجارب التربوية للإسلاميّين في مختلف مناطق العالم، يمكن أن نتحدّث عن نجاحات مميّزة على صعيد تأهيل الطلّاب للدخول إلى أفضل جامعات العالم في مجالات الهندسة والطب والعلوم التقنية المختلفة.

الدور المصيري للمدرسة كيف نعدّ أبناءنا للتعامل مع قضايا الحياة الكبرى؟
كل إنسان بحاجة إلى الحكمة للتعامل مع قضايا حياته المختلفة، فالحكمة ترشدنا إلى قوانين النجاح والفشل، والحكيم هو الذي يتّخذ المواقف المناسبة انطلاقًا من فهمه وإدراكه لهذه القوانين.

المدرسة المثاليّة ... وأهم مخرجاتها
هناك عدّة أمور تحتّم علينا تطوير مدارسنا، بدءًا من الشكل والبناء، وانتهاءً بالمناهج، مرورًا بالبيئة والأساليب والإدارة. وأحد أهم هذه الأمور هي التحدّيات المفروضة علينا، والتي لم نبدأ يومًا بمواكبتها ومواجهتها بواسطة التعليم العام وفي جبهة البيئة المدرسيّة.

معضلة الكتاب المدرسي.. لماذا ينبغي أن لا يكون هناك كتاب مدرسي؟
لعب الكتاب المدرسي دورًا مهمًّا في تقديم المعارف الميسرة في مختلف المراحل المدرسية، بأسلوبٍ يزيل عن كاهل الطلاب الكثير من الجهد؛ لكنّه في الوقت نفسه أدّى دورًا سلبيًّا للغاية يمكن اختصاره بأنّه ضيّق أفق التلميذ وأضعف دور الكتاب كمصدر للمعرفة. غالبًا ما ينظر تلميذ المدرسة إلى الكتاب على أنّه المرجع الوحيد للمعرفة. فقد تم إعداد الكتب المدرسية لتكون مغنية وافية في الظروف التي لا يمكن للتلميذ أن يصل إلى أي نوع من المصادر المعرفية المرتبطة بالقضايا التي يدرسها.

حين يكون التعليم عدوّ التربية 2
لكي يعطي التعليم النتائج المطلوبة، ينبغي أن يحصل ضمن بيئة تفاعلية إيجابية تقوم على إيجاد الوعي العميق بين الطالب والعلم.. وما دامت أساليب التعليم تقوم على إخضاع المتعلّم وإكراهه على اتّباع نمط محدد في التلقي والدراسة والأداء، فمن المستحيل أن يتحقق هذا الوعي؛ خصوصًا إذا عرفنا أنّ لكل إنسان نمطه الخاص في التعلّم.

المدرسة الواقعية.. كيف ستكون مدرسة المستقبل
حين يكون المجتمع حرًّا ويمتلك أبناؤه الوعي الكافي لتقرير مصيرهم، هكذا ستكون المدرسة.إنّ أفضل إطار تنظيمي للمدرسة يتمثل في الأبعاد القيمية التي تضمن نموًّا حقيقيًّا وسريعًا للشخصية؛ وذلك بأن تكون المدرسة نموذجًا مثاليًّا للعالم الذي يُفترض أن يعيش فيه الإنسان لكي يتكامل ويحقق أفضل وأعلى مستوى من التفاعل مع عناصره ومكوّناته.

المدرسة النموذجية: كيف ستكون المدرسة في المستقبل
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...