
هزيمة أمريكا الآتية في لبنان
السيد عباس نورالدين
شهد تاريخ لبنان الحديث تدخلات أمريكية متنوعة، لكن معظم هذه التدخلات، أو كلّها، كانت تحدث عبر الوكلاء (الاجتياحات والحروب الإسرائيلية مثلًا)، أو لا تلامس حياة اللبنانيين بالصورة التي تحدث اليوم عبر شيء اسمه الاقتصاد والمعيشة.
من الواضح أنّ الإدارة الأمريكية الحالية قد ورثت مجموعة من عناصر القوّة نتيجة سعيها المستمر للإمساك باقتصادات الدول عبر المال والنقد؛ هذه العناصر التي تمكّنها من استخدام ورقة الضغط الاقتصادي إلى حدٍّ غير مسبوق، أي إلى الحد الذي تمسك فيه بخناق أي دولة وتخطف أنفاسها إلى حدّ الموت، حتى لو كانت فرنسا أو ألمانيا!
ما يجري اليوم على لبنان هو أنّ أمريكا، التي كانت تمسك بخناق هذا البلد على مدى عقود، باتت تشدّ يدها أكثر، مع السماح بمرور بعض الهواء لتأكيد أنّها قادرة وفي أي لحظة على القضاء عليه بالكامل. بالطبع، المطلوب من وراء كل هذا الضغط هو أن ينقلب اللبنانيون جميعًا على من يمثّل مشروع مقاومة إسرائيل في المنطقة.
لو كنت شريرًا وكنت مكان أمريكا، لفعلت تمامًا ما تفعله هذه الدولة اليوم. فلماذا لا تستخدم كل ما لديك من عناصر القوة، طالما لن يكلّفك الأمر إرسال ولو جنديًّا واحدًا من قوات المارينز إلى أرضٍ معادية؟ إنّها الجريمة النظيفة، وسوف تفعل فعلها، أو هكذا يتصورون!
ما سيحدث في لبنان في الأيام المقبلة هو شيء كنّا نتمناه على مدى السنين، وهو أن يتّضح العداء الأمريكي للأكثرية الساحقة من اللبنانيين. فبالنظر إلى الطبيعة الثقافية السائدة في لبنان، وحجم الروابط والاتّصالات بين البلدين، بقيت أمريكا محافظة على مساحة لا بأس بها من السمعة الطيبة عند الكثير من اللبنانيين. وإذا كان هناك من ضررٍ وفساد، فلا شيء أضر على أي شعب من أن لا يعرف فساد أمريكا وقبحها، وهي تهيمن عليه وتدعي صداقته.
وها هي أمريكا تُقدم مرة أخرى على تلويث سمعتها ـ التي هي بالفعل غارقة في مستنقع الآثام ـ من أجل ربيبتها إسرائيل التي باتت ترى نهايتها وشيكة بعد التحوّلات الاستراتيجية في العراق وسوريا.
اللعب بوساخة لا يضر بأمريكا كثيرًا طالما أنّها قادرة على تجنب التضحية بقوتها الناعمة التي تُعدّ القوة الأولى لديها.
تمسك أمريكا بالإعلام، في العديد من دول العالم، من خلال الحكومات الخاضعة لها والتي تكون مستعدة لسحق أي صوت معارض من دون أن يظهر ذلك على أنّه خدمة لأمريكا. وهكذا، تستطيع أمريكا بعدها أن تدخل كدولة صديقة منقذة محبة للديمقراطية والشعوب وداعية لحقوق المثليين والأقليات!
لكنّ أمريكا تخاطر كثيرًا اليوم حين تظن أنّها تستطيع أن تحافظ على سمعتها هذه في مواجهة بلدٍ صغير الحجم كلبنان لكنّه عالي الصوت، يمتلك الكثير من القدرات الناعمة، والتي ستتفعل أكثر فأكثر جراء هذه المواجهة. وستكون تجربة لبنان الجديدة خسارة كبيرة لأمريكا حتى لو ربحت بعض المعارك.
سيكشف لبنان لشعوب العالم المزيد من قذارة هذه الدولة المستكبرة. وستنطلق من لبنان عمليات فضائح بالجملة، تجعل أمريكا تندم كثيرًا على الاستخفاف بما لدينا؛ وستكون الهزيمة كالعادة للمتكبرين، {إنا من المجرمين منتقمون}.

كيف نستفيد من التاريخ؟
لقد كشفت كل الشواهد التاريخيّة عن حقيقة كبيرة وهي أنّ جميع الشعوب التي عانت من البؤس والحرمان والعبودية والذل والفقر، إنّما عانت من ذلك لأنّها لم تتّخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب. ولا يمكن لأي إنسان أو أي شعب أن يعرف الموقف المناسب للوقت إلّا بمعرفة مساره الزمنيّ وكيف تطوّر على مرّ الزمان، وهذا ما توفّره لنا دراسة التاريخ. كيف نستفيد من التاريخ؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 128 صفحةالطبعة الأولى، 2018مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كيف أكون ناشطًا سياسيًا؟
الحياة هي النشاط والتفاعل والشعور والتكامل واللذة والحركة والاندفاع. وللحياة مراتب ودرجات، وحين تكتمل بمراتبها يصبح الإنسان مستعدًا للحياة الجميلة الأبدية. وفي هذا الكتاب نتحدّث عن الحياة الاجتماعية، الذي يمثّل النشاط السياسيّ أحد أبرز وجوهها وأركانها وأكثرها تأثيرًا، فما لم يبلغ الإنسان مثل هذا النشاط، فإنّ الدرجات الأعلى لن تكون من نصيبه، لأنّ كل درجة حياة موقوفة على سابقتها؛ فإذا اختلّت أو ضعُفت الحياة الأدنى، لم يتسنَّ للإنسان التمتّع بالحياة الأعلى. كيف أكون ناشطًا سياسيًّا؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 120 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

كيف أجعل مجتمعي قويًا؟
في ظل هذا المجتمع المنيع يتمكن الشاب المسلم من الحفاظ على قيم دينه الذي أنزله الله ليكون أعظم هدية لكل مجتمعات العالم وشعوبه التي تتوق إلى الانعتاق من قيود الظلم والضياع. فما هي مكونات المجتمع القوي، وكيف يمكن للشباب أن يجهّزوا أنفسهم ليشاركوا في أجمل الأعمال وأكثرها تشويقًا. كيف أجعل مجتمعي قويًّا؟ الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 112 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

على طريق بناء المجتمع التقدمي
المجتمع التقدّمي هو المجتمع الذي يتحرّك أبناؤه نحو قمم المجد والفضيلة والكمال.المجتمع التقدمي هو التعبير الأمثل عن استجابة الناس لدعوة الأنبياء الذين أرادوا أن يخرجوا البشرية من مستنقع الرذيلة والحيوانية والعبثية لإيصالها إلى أعلى مراتب الإنسانية والنور..فما هي سبل إقامة هذا المجتمع؟وما هي العقبات التي تقف في طريق تحقّقه؟ على طريق بناء المجتمع التقدّمي الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتبحجم الكتاب: 14.5*21عدد الصفحات: 376الطبعة الأولى، 2019Isbn: 978-614-474-081-1السعر: 14$

كيف ندعو للاستقلال ونحن تابعون لإيران؟
شاب يشكل أنّه كيف نحن ندعو لاستقلال لبنان ونحن تابعون لإيران؟ ألا يُعد هذا نوع من التناقض بين هذه الدعوة والتطبيق؟

كيف نقضي على العنجهية الغربية؟
ذكرتم أنه ما لم نجعل القضاء على العنجهية الغربية هدفًا أساسيًا للمواجهة الحضارية، فإن هذا الغرب لن يرتدع... فكيف نعمل للقضاء على عنجهيته؟

ما هو الموقف الأصح تجاه الحراك الحالي في لبنان؟
هل الوقوف مع المظاهرات والتظاهر شيء جيد مع العلم أنها ليست في سبيل الله (كل ما خلا الله باطل). هل يمكننا تفسير ذلك؟ هل معارضتها والسكوت على الفساد هو الخيار الأصح، أم يكون الصمت هو الخيار الأفضل في الوضع الحالي؟

شروط الانتصار في الحرب النّاعمة... كيف نجعل العدوّ يائسًا من الانتصار؟
يشهد مجتمعنا تطوّرًا ملحوظًا في وعيه تجاه إحدى القضايا المصيريّة في حياته، وهي قضيّة الحرب الناعمة. هذه الحرب التي يشنّها الغرب ضدّه بمختلف أنواع الأعيرة، مستهدفًا فيها أسس هويّته وأركان وجوده.

لماذا فشلت الحركات التغييريّة؟
شهدت بعض الدول العربيّة حركات تغييريّة شبه ثوريّة، انطلقت من رفض الواقع المرير الذي كانت ترزح تحته لسنوات طوال. وباستثناء بعض الدول الإفريقيّة التي ما زالت تعيش تركة الاستعمار، فإنّ أكثر المناطق العربيّة تعاني من تدهور عام في اقتصاداتها وأوضاعها المعيشيّة والاجتماعيّة. والأخطر من الكل ذاك التدهور الأخلاقيّ والمعنويّ والثقافيّ الذي يزداد يومًا بعد يوم، وتزداد معه مخاطر الاندثار وضياع الهويّة بالكامل.

متى تصبح الحرب شيئًا من الماضي؟
إنّ قتل الإنسان لأخيه الإنسان هو أبشع ما يمكن أن يلطّخ جبين البشرية، ويؤكد مقولة إبليس اللعين بعدم لياقة أبناء آدم لخلافة الله. وحين يصبح هذا القتل عموميًّا حيث تقوم جماعة كبيرة بقتل جماعة كبيرة أخرى، فإنّ هذا بحدّ ذاته أبشع من تلك البشاعة.

عن النفوذ الإيراني في لبنان
الحديث عن النفوذ الإيراني في لبنان وإن كان مادة للمهاترات السياسية وممارسة الضغوط المكشوفة على المستوى المحلي، إلا أنّه لم ينفك يومًا عن لعبة الصراع العالمي الذي تتزعم أمريكا أحد أقطابه. ولأنّ هذا الحديث يمثل فرصة مهمة للتعمق الفكري والسياسي، فمن المهم أن تناقشه عقول الأذكياء وتعمل على بلورته إعلاميات النبهاء.

هل يمكن أن ننتصر على الطائفية؟
الطائفية في بلد صغير كلبنان أساس المصائب والبلايا. فأي إصلاح سياسي أو إداري سوف يرتطم بصخورها المنيعة ويتكسر متبعثرًا في الهواء كما يتبخر الماء. معظم اللبنانيين يرون المشكلة ويعرفون السبب، لكن من النادر أن نجد من يسمح لنفسه في دراسة هذه الظاهرة وتحليلها بعمق، عسى أن يجد لها حلًّا ومخرجًا.

من لا تاريخ له لا مستقبل له.. كيف تساهم الأعمال التأريخية بتقوية المجتمع؟
يكمن السر الأكبر الذي يقف وراء وحدة أي جماعة بشرية في وجود وعي مشترك عند أغلبية أفرادها تجاه هوية محدّدة. وغالبًا ما تُعرّف الهوية داخل المجتمعات نسبةً إلى الهويات الأخرى وبالنظر إلى الموقعية والمكانة على خارطة الأمم. في هذا المجال، سنجد أنّ لوعي هذه الجماعة التاريخيّ، ونظرة أبنائها إلى تشكّلهم كجماعة أو أمّة واحدة، والمسار الذي طووه على مدى الزمن، الدور الأكبر في تحديد أهم أبعاد هويتهم وخصائصها المميزة.

كيف نتفوّق على الغرب؟
كل من يمتلك الحدّ الأدنى من الوعي والاطّلاع، يدرك مدى هيمنة الغرب على المجتمعات المسلمة ومدى نفوذه فيها وإيغاله في مكوّناتها الاجتماعيّة والنفسيّة والفكريّة، ويلاحظ بوضوح عمله المعلن على إخضاعها واستعبادها.

فئران الثورات.. وسبل التخلص منها
"تمخّض الجبل فولّد فأرًا"، مثل قديم يحكي عن واقعنا السياسي اليوم، بعد أن شعر الكثيرون بأنّ السماء كادت أن تقع على رؤوسنا بسبب التهويل الإعلامي الذي مارسته محطّات مشبوهة، لم يكن لها دورٌ سوى تضخيم الأحجام وتكبير الأعداد، وهي تعلم أنّ إنسان اليوم بات أسير الكم بعيدًا عن النوع، وإذ بكل ما جرى يولّد الحل الذي كان نفسه المشكلة: حكومات تعمل وفق أجندات خارجية.

أكبر مخاطر الثورات الحديثة
في العصور البائدة كانت الثورات الشعبية تمتلك فرص النجاح أكثر من زماننا هذا، وذلك لسببين أساسيين: الأول: يتمثل في صعوبة تدخل القوى الخارجية فيها؛ والثاني: يعود لانحصار فئة المنتفعين من النظام الحاكم بمجموعة قليلة من الناس.أما في عصرنا هذا، فإنّ ما تمتلكه القوى الأجنبية من تأثير على الداخل ـ وذلك عبر النفوذ الثقافي الذي حققته في مجتمعنا ـ يتمثل بهذا العدد الكبير من الكادر السياسي وغير السياسي المتواجد في الكثير من مفاصل المجتمع ودوائره ومؤسساته؛ وهو الكادر الذي يتبنى نمط عيش تلك القوى ورؤيتها للحياة والإدارة والسياسة والاقتصاد وطرق التفكير.

لماذا الانتصار في الداخل أصعب!
هل يمكن لقوة معينة أن تنتصر على عدوٍّ خارجي ولكنّها تُهزم في الداخل؟ هل يمكن لحزب أو جبهة مقاومة أن تمتلك ألف ميغا طن قدرة حين تواجه عدوًّا غازيًا مدججًا بأحدث الأسلحة المتطورة، لكنّها تصبح بقوة عشرة ميغا طن حين تتعامل مع تحديات داخل وطنها؟ هل يختلف إعمال القوة حين تقاوم عن إعمالها حين تخاصم؟

عن قوة لبنان في ضعفه... كيف نرى الضعف اللبناني؟
إنّ الانشطار الثقافي بين الطوائف اللبنانية مبني بالدرجة الأولى على صراع المكتسبات لا الحوار أو الصدام الثقافي. فلا يوجد أي نوع من الحوار الثقافي الجاد بين اللبنانيين، الذي يُفترض أن يبحث عن المشتركات (وما أكثرها) ويبني عليها الهوية الوطنية التي هي أساس قوة لبنان وتماسكه.

ابحثوا عن المصارف وراء كل فساد.. كيف تؤدي سياسات تكديس الأموال إلى تدمير الاقتصاد
أكبر الفساد لا يكمن في نهب المسؤولين للمال العام، بل في انحصار الثروة بأيدي فئة قليلة من الناس. رغم أنّ السرقات في لبنان قد سجلت أرقامًا قياسية، كما في قصة السنيورة والمليارات الإحدى عشر، لكن ما تفعله البنوك والمصارف هو شيء أكبر بكثير. كل ما هنالك أنّه لا يوجد من يصف هذه السياسة بأنّها سرقة فاضحة. لو تأمّلنا في تاريخ المصارف عبر العالم، لشهدنا فيها تراكمًا للثروة لا يمكن تفسيره سوى بأنّه سرقة لأموال الناس بكل ما تعنيه الكلمة. للبنوك دورٌ في الاستثمارات السليمة، لكن هذا ليس بشيء مقارنةً بنظامها الربوي الذي يعتمد على فوائد القروض.

بين حرية التعبير والقمع.. حقيقة المعركة الدائرة بين الحضارتين
هناك معركة قيم طاحنة تجري في العالم، ورصيدها الأكبر هو فطرة الشعوب التي تنجذب إلى كل من ينتصر فيها؛ حتى لو كان الانتصار إعلاميًّا أو من على منابر الجدل. ومن جملة هذه القيم التي يحتدم الصراع حولها قيمة حرية التعبير وحرية المعتقد. ولأنّ للقضية مساسًا كبيرًا بتجربة الإسلاميين وحركتهم الصاعدة، فإنّ مصير هذه التجربة يمكن أن يتحدد بشكل كبير على ضوء نتائج هذا الصراع. يستخدم الغرب هذه القضية للتأثير ولي أذرعنا والضغط علينا والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى حد التهديد الوجودي للنظام الإسلامي. أمّا نحن، فما زلنا ندور في فلك أدوات قديمة ووسائل عف عليها الزمن، عاجزين عن إدراك طبيعة هذه المعركة ومقتضياتها.

فرصة الأحداث الكبرى المميزة.. لماذا يجب إنتاج الخطاب؟
غالبًا ما تكون الأحداث الكبرى ـ خصوصًا ذات الطابع التهديدي ـ فرصة مهمة للتعرف إلى عنصرٍ محوري في حركة المجتمعات والنهضات، وهو أمر قلما يُشار إليه في ساحاتنا الثقافية، يمكن أن نطلق عليه إنتاج الخطاب. ولعل المقصود من هذا المصطلح هو تلك الأدبيات والأفكار التي تظهر أبعاد قضيةٍ ما في الواقع المعاش، خصوصًا إذا كانت مرتبطة بالقيم والمبادئ الأساسية لأي جماعة بشرية. لكن تحول هذه الأدبيات إلى مستوى الخطاب يتطلب شيوعًا يظهر على الألسن والأذهان والشعارات.

عن نقص العقلانية في مجتمعنا... ابحث عن الخراب والفقر في المكان الصحيح
يعاني مجتمعنا من نقصٍ حاد في العقلانية، حتى في درجتها الدنيا التي ترتبط بالسيرة العقلائية. فأدنى درجات العقل أن يدرك الإنسان المصالح والمفاسد ويبني على أساسهما في قراراته المختلفة في الحياة؛ في حين أنّنا نجد تغليبًا واضحًا للقوة الشهوية والغضبية على حساب هذا العقل في مختلف زوايا وقضايا مجتمعنا.

غياب التاريخ سبب أكبر مصائبنا... حين تنزل الأجيال الشابة لتقود الحراك!
تتكشف أهمية معرفة التاريخ وفهمه يومًا بعد يوم، ويتكشّف معها مستوى الهشاشة التي تعاني منها مناهج تعليم التاريخ في بلادنا. ما يجري اليوم من حراكات وانتفاضات تمتزج بالشغب والعنف، يعيدنا بسرعة إلى واحدة من أهم الانقلابات الشعبية التي قامت بها أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية في إيران، وذلك قبل حوالي ستين سنة، حين تمكنت ـ وبعددٍ قليل من عملائها لم يتجاوزوا الأحد عشر شخصًا ـ أن تطيح بحكومة شعبية أرادت أن تحقق الاستقلال لبلدها، وذلك باستخدام الأسلوب نفسه الذي يُعمل عليه في لبنان والعراق وإيران.

كونك على حق لا يعني أنّك ستنتصر... لماذا يجب أن نمعن النظر في تجربتنا السياسية
أن تكون جماعةٌ على حق، وأن يكون أعداؤها من أهل الباطل، لا يستلزم بالضرورة انتصار جماعة الحقّ!

هل يمكن أن تقوم ثورة في لبنان؟
ربما لا يوجد لبناني واحد يشك بأنّ النظام الطائفي هو أسوأ نظام سياسي شهدته البشرية؛ لكن قد يختلف اللبنانيون فيما بينهم أشد الاختلاف في مقاربة التغيير وأساليبه، وقد آن الأوان لتعميق البحث بشأن هذا المطلب الحساس، عسى أن نضع بعض القواعد الثابتة للتلاقي والائتلاف.

إنّها معركة الإعلام يا ذكي! في الإعلام المواجهة الحقيقية بين القيم
اكتشف لبنانيون أنّ كل تلك الشتائم والسباب الموجه لشخصيات لبنانية يعتزون بها ـ والتي تعمدت محطات إعلامية بثها وتضخيمها ـ كانت تهدف إلى تصوير الحراك بعيدًا عن تيار المقاومة التقليدي المعروف. وقد نجح هذا الإعلام فعلًا في جعل مؤيدي المقاومة ينظرون بتوجس وشيء من الاشمئزاز إلى كل من يشارك في هذا الحراك. فلا شيء عند هؤلاء يمكن أن يبرر كيل الشتائم سوى أنّها في سياق أجندة معادية، حيث كل أصابع الاتّهام كانت موجهة إلى أمريكا طبعًا. والمضحك في ذلك الإعلام أنّه، ولكي يستهزئ بهذه المقولة، عمد إلى جعلها شعارًا وحيدًا للمتوجسين، وهو القول بأنّ الناشطين "الثوار" يقبضون من السفارة الأمريكية.

الشرط الأول للانتصار على إسرائيل.. لماذا يجب أن نعيد النظر في خطابنا السياسي؟
إنّ القوّة الهائلة المندفعة للحضارة الغربية هي أكبر عامل لتخريب الأرض وإفسادها. لا نحتاج هنا إلى شواهد كثيرة لإثبات هذا الأمر، فقد ملأ فسادهم البر والبحر والهواء، حتى وصل إلى الفضاء. هذه الحضارة التي قامت على الاندفاع المحموم نحو السيطرة والنهب وتكديس الثروات والتوسع وأكل العالم، تؤدي حتمًا إلى تخريب الأرض وتهديم كل ما يرتبط بالحياة الإنسانية الطيبة.

هكذا هي الحياة السياسيّة للمسلم الواقعيّ
ينطلق المسلم الواقعيّ نحو المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية من نقطة التكليف الشرعيّ والإلهيّ، لكنّه يحمل معه رؤية واضحة لمعنى السياسة ودورها والقيم المعنوية التي تحكمها. ولن تجد على وجه هذه الأرض من يشبه هذا المسلم من جهة اعتقاده بالمستقبل المشرق لهذا العالم وكيفيّة تحقّقه.

الثورة لكي تنتصر
أجل، كل الأنظمة السياسية تحتاج إلى ثورات شعبية حتى تتبدل. والثورة الشعبية تعني رفض الأغلبية الساحقة لا الأكثرية الديمقراطية (خمسون زائد واحد) للنظام القديم؛ لأنّ تغيير النظام سيطال كل شؤون الحياة، وليس فقط الاقتصاد والمعاش. لكن ما الذي يمكن أن يجمع هذه النسبة الكبيرة على مثل هذا التغيير؟ أهو مجرد السخط على الأوضاع؟ أم امتلاكهم رؤية واضحة موحدة للبديل؟ وكيف يعبّر الشعب بعد اجتماعه عن مطالبه؟ وكيف يطبقها بعد انتصاره؟

الوعي السياسيّ يحفظ الإيمان
إذا كنت تظن أنّك تعرف ما هو الإيمان، فكّر ثانيًا. الإيمان الحقيقيّ هو الإدراك والشعور الذي يكون عاملًا أساسيًّا للتّفاعل القويّ مع حضور الله تعالى في الحياة؛ وفي غير هذه الحالة، فإنّ ما قد نسمّيه إيمانًا لن ينفع، ولن يفيد صاحبه من وجوده على هذه الأرض.

بين السيّئ والأسوأ: كيف يفضّل الغربيّون نظامهم السّياسيّ الاجتماعيّ؟
من يظن أنّ الغربيّين عمومًا، والأمريكيّين خصوصًا، لا يرون مساوئ نظامهم الاجتماعيّ السّياسيّ (بما يشمل الاقتصاديّ والإعلاميّ والتّعليميّ و..) فهو مخطئ حتمًا. وإذا كنتُ أريد أن أتوجّه بالكلام إلى القارئ العربيّ، فلا شك أنّ هذا القارئ سيكون محكومًا ـ في نظرته وتقييمه للنّظام الغربيّ ـ لواقعه الذي يعيش فيه.

ثورات تُدار من بُعد
يوجد شيء معروف في حياة البشر يرتبط بقوة التلقين وتأثيره على الإنسان. حين ينظر الإنسان إلى الموضوع السياسي، الإنسان في ظل السخط والغضب وكل هذا الفساد والإحباط الموجود لانعدام الفرص والبطالة، يصبح مستعدًا لتصديق الكثير من الأشياء.الإنسان الساخط يكون لديه استعداد ورغبة لتصديق أي شيء عن عدوه.يوجد قضية ينبغي أن نبدأ نعيها أكثر فأكثر، عبر التاريخ وفي العصر الحديث وهي أنّ التحكم بالشعوب وبالأكثرية وبالعوام، كان جزءًا أساسيًّا من أجندات وأعمال الأجهزة المخابرتية، لكنه أصبح اليوم أكثر خفاءً لأنّه يتعامل مع الإنسان من دون أن يشعر بأنّ هناك من يتواصل معه بشكل مباشر، وبالتالي فإنّه يحافظ على شعوره بأنّه حر وصاحب قرار وأنّه بكامل اختياره ينزل إلى هذه المظاهرات ويُطلق هذه الشعارات.أتمنى أن تضعوا هذا الأمر ببالكم وأن تتأملوا فيه لا من أجل اتهام هذا الحراك أو ذاك وإنّما أعتقد أنّ الأهم من كل ذلك هو النظر كيف نستطيع الخروج من هذه السيطرة وأن نستعيد حريتنا وإرادتنا بحيث إذا أردنا المشاركة في أي حراك أو نشاط سياسي أن نكون ملتفتين بأنّنا لسنا مدفوعين بتأثيرات خارجية غير مشهودة.

هل تريد أمريكا لبنان ديمقراطي؟
❓❓إذا سألنا: ما هو الحاكم على السياسات الأمريكية في العالم كله منذ أن أُنشئت وإلى يومنا هذا؟ 👈يوجد شيء معروف اسمه المصالح القومية أو الاستراتيجية، هذه هي القاعدة الأساسية التي ينظرون من خلالها إلى الديمقراطية والدكتاتورية والأنظمة والفساد والصراعات في العالم. أمريكا بُنيت على أساس المصلحة. طالما أن مصلحتهم تكمن في هذه القضية فإنّهم يدفعون باتجاهها، والديمقراطية هي من هذا القبيل. لذلك تجدون أن أمريكا أكثر نظام في العالم ادّعى أنّه مدافع عن الديمقراطية وحامٍ لها، وأكثر نظام قام بإسقاط ديمقراطيات حقيقية في العالم، أي عمل على إسقاط أنظمة وأحزاب وتيارات وصلت إلى السلطة بطريقة ديمقراطية؛ تارة عن طريق التدخل المباشر من خلال الانقلابات العسكرية كما حدث في بوليفيا، وأخرى من خلال مؤامرات، وأحيانًا من خلال تحريك الشارع وهذا الأكثر شيوعًا حاليًا. 🔦النظام مهما كان فاسدًا، إذا كان ناشئًا من عملية ديمقراطية فهذه العملية الديمقراطية هي أساس الإصلاح. فلو أردتم القضاء على الديمقراطية من أجل أن تصلحوا ستأتون بنظام أفسد من الأول. ⚠️التفتوا الديمقراطية هي الحد الأدنى، أنا لا أقول أن الديمقراطية هي أفضل نظام في العالم، ولكن حين يشارك الناس في الانتخابات، فمعنى ذلك يوجد إمكانية لأن يرتقوا بمشاركتهم السياسية للقضاء على الفساد. ⚠️يا حراك... حين نسألكم كيف ستديرون النظام تحت أي عقلية، وتقولون "كلن يعني كلن"، أي إسقاط الجميع، فماذا يعني ذلك؟ أنتم بذلك تقولون لا نريد ديمقراطية، وسنبقى نحرق دواليب ونقفل الطرقات حتى تهرب الأكثرية من البلد أو لا يعود لها مشاركة، هذه لا تُسمى ديمقراطية. 👈إذا أردنا أن نحقق إصلاحًا حقيقيًّا في أي بلد، ينبغي أن نعلم أن هناك قاعدة أساسية للإصلاح هي أن يكون هناك أكثرية واسعة تشارك في هذا الحراك. لذا نقول نحن الذين ننادي بإسقاط الفساد والنظام الطائفي، تعالوا لنتناقش معًا بأبسط مفردات الديمقراطية أو العمل السياسي الصحيح، ونتحدث عن هذا الأصل: كيف نعمل معًا لنأتي بحكومات صحيحة!

فرق كبير بين النظام الديني والطائفي
ما معنى أن النظام في لبنان هو نظام طائفي؟ هل النظام الموجود هو نظام طائفي أو علماني وقبلي؟ هل أن الذين يصلون إلى السلطة يعملون وفق ما تمليه عليه طوائفهم وينطلقون من رؤيتهم الدينية للحياة وقيم الدين أم من مصالحهم الخاصة؟ هل يوجد دين في لبنان يدعو أتباعه للظلم والاعتداء وسرقة أموال الناس؟ ماذا تعني العلمانية؟ هل يمكن أن تكون العلمانية حلًّا؟ هل التغيير ممكن من دون مراقبة الحكام والتغيير في عقليتهم؟ كيف تعمل السياسة في لبنان؟

كيف منعمل استقلال للبنان؟
تشكل لبنان بعقلية أن يكون هناك نفوذ دائم للقوى الكبرى، إقليمية أو عالمية...يعيش لبنان مشهد أن القوى العالمية غير قادرة على تحديد ماذا تريد من لبنان، حيث يوجد نوع من التعارض بين القوى يجعل كل منها تنتظر ماذا تفعل. هذه فرصة كبيرة للبنانيين لتحقيق الإنجازات. لكن الإنجاز الأكبر يكون بتحرير لبنان من تدخل القوى الخارجية أي إيصاله إلى مرحلة الاستقلالية السياسية التامة، غير ذلك لا يمكن أن نحلم بأن يكون لدينا نظام سياسي حقيقي يعمل على مصلحة اللبنانيين أولًا، ويستطيع أن يقول للقوى الخارجية أن لا تتدخل به ثانيًا. هذا هو الإنجاز الأكبر لأي مجتمع أو شعب.. هل هذا الإنجاز ممكنًا؟ وما هي مستلزمات تحققه؟ هل يمكن تحقيق النظام السياسي المستقل من دون تحقيق النظام الاقتصادي المستقل؟ ما معنى أن يسقط حكم المصرف أو الحاكم المصرفي الفلاني؟ إذا كان اقتصاد لبنان قائمًا على المال، فما هي الرؤية البديلة؟ هل يوجد لدينا رؤية بديلة تحررنا من التبعية الاقتصادية والارتهان للخارج؟

عوامل تقوية الوعي السياسي.. امتلاك الرؤية الكونية الصحيحة
ما هو دور معرفة الرؤية الكونية الصحيحة في الوعي السياسي؟ كيف نتعرّف على السنن والقوانين الاجتماعية ونطبّقها على واقعنا الحالي؟

طيب كيف منعمل نظام اقتصادي سليم؟
لا بد للنظام السياسي المستقل أن يقوم على اقتصاد مستقل.بينما نتجه نحو الاقتصاد المستقل ينبغي أن نعلم أنّ نمط العيش الذي نتبعه في حياتنا سيكون له أكبر الأثر على نشاطنا الاقتصادي، الذي يحدد كم وكيف ننفق في حياتنا، وهل أننا سنحتاج إلى أكثر من إمكاناتنا الداخلية الذاتية أم لا؟بمجرد أن نعيش بطريقة تتطلب إنفاقات أكبر من اقتصاد البلد، من الطبيعي أن ندخل في دهاليز وحالات سلبية جدًا ونفشل في نهاية المطاف على المستوى الاقتصادي.إذًا يوجد علاقة وطيدة بين نمط العيش والاقتصاد.فلنفكر من الآن بهذه القضية ونعمل معًا على توعية هذا الجيل الذي سيستلم هذا البلد، المتوقع أنّ يكون على مستوى مهم من النظافة الاقتصادية، لكن ستواجهنا مشكلة أنّنا غير مهيئين للعيش بالمستوى الاقتصادي المرتبط بهذا البلد، لذا نحتاج لأن نؤسس كيف يستطيع الإنسان أن يعيش بحيث لا يجعل اقتصاد بلده تابعًا للاقتصادات الخارجية وبالتالي مرتهنًا سياسيًّا لغيره.لذا إذا أردنا أن نذهب بالاتجاه الصحيح نحتاج لأن نفكر كيف يمكن أن يكون نمط العيش على مستوى العلم والطبابة والترفيه والأكل والشرب والتنقل وكل المسائل التي نستخدمها في يومياتنا وكيف نتجنب الإسراف.

هل ستنجح أمريكا في فرض سياستها على العالم؟
الدرس الثاني عشر من الدورة الأولى في "أصول ومبادئ الوعي السياسي".

تهديد ينبعث من الحراك
ما يحصل في لبنان هو تهديد جديد لجبهة المقاومة، من أهدافه تفريغ هذه الجبهة من عناصر قوتها المختلفة ومنها الشعبية. هناك من يسعى ليجعل المقاومة داعمة للفساد وتحميلها مسؤولية الفساد في هذا البلد.نحن إذًا أمام هذا النوع من التحديات والتهديداتكيف يستطيع أهل الحق الاستفادة من هذا التهديد وتحويله إلى فرصة؟

عوامل تقوية الوعي السياسي... متابعة مواقف الفاعلين في صناعة الواقع السياسيّ
يمكن تقسيم الناشطين في المجال السياسي إلى فئتين أساسيتين: 1- الفئة الأولى: الفاعلة 2- والفئة الثانية: المنفعلة. أما الفاعل فهو الذي يمتلك هدفًا ويسعى لتحقيقه.وأمّا المنفعل فهو ذاك الذي ينفعل تجاه فاعلية الأول، فهو لا يملك هدفًا، وإن كان يمتلك رغبات أو طموحات أو أماني ووضعها في قالب الأهداف، فإنّه لا يسعى لتحقيقها بل يكون منفعلًا وشهوانيًا وغضوبًا، بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معنى. بالطبع، هناك فئة ثالثة لا تدخل ضمن النشاط السياسي، وهي الفئة التي ارتضت لنفسها أن تكون منقادة ومنساقة وغافلة وغير مكترثة.الفئة التي تهمنا هي الفئة الفاعلة التي تنطلق من أهداف كبيرة واستراتيجية، ومن رؤى وأطروحات تعمل على تطبيقها، لأنّها فاعلة لا مجرّد منظّرة، أي إنّها تمتلك أدوات وطاقات وإمكانات تستعملها في مجال الوصول إلى تلك الأهداف. هذه الفئة يمكن أن تكون بعملها وأدائها صانعةً للواقع السياسي؛ وحين تتحرّك نحو تلك الأهداف، فسوف تمتلك الوعي السياسي وتكتشف القوانين والسنن الحاكمة على حياة البشر والمجتمعات والتاريخ. لذلك أعتقد أنّ مواكبة ومتابعة هذه الفئة في مواقفها وتصريحاتها وفي دروسها وشروحاتها هذه، يعطينا وعيًا سياسيًا مميزًا.

تحديد العدو شرط انتصار الثورات
أي حراك اجتماعي لا يلتفت إلى بعض المبادئ الأساسية التي ترتبط بالنجاح والانتصار ولم يعتمد على هذه المبادئ فإنّه لن ينتصر. الكثير من الحركات الشعبية في العالم التي لم تلتفت إلى هذه المبادئ لم تنتصر بل أدت إلى الانقلاب على أصحابها.من ضمن المسائل التي ينبغي لمن يتحرك على الأرض أن يعرفها هي أنّ لبنان غير مستثنى من الصراع الموجود في العالم، هناك عوامل ، نفوذ وأشخاص وأحزاب وتيارات ممكن أن تكون ملتقية مع قوة ما وتتفاعل معها، فلا أحد ينكر هذا الأمر! ولكن هل أنّ كل من يعمل على لبنان ويحاول تثبيت نفوذه فيه يريد مصلحته؟!لذلك نقول إنّ واحدًا من أهم شروط الحركات الاجتماعية إذا ما أرادت أن تحدث تغييرًا في النظام ينبغي أن تكوّن من حولها إجماعًا شعبيًّا. وهذا الحراك حتى الآن ليس حراكًا شعبيًا وإن حاول الإعلام يجعله يبدو كذلك!لماذا نحن ننكر أنّه شعبي؟لا من أجل تثبيط العزائم وإنما من أجل استشراف إلى أين نحن ذاهبون في هذا الحراك.طالما أنّ الحراك لم يصبح شعبيًّا لن يحقق أي من المطالب الأساسية كتغيير النظام أو القضاء على الفساد وإن أسقط حكومة هنا أو وزير هناك، لأنه لم يؤمّن القوة اللازمة ليدفع بأجندته نحو الأمام.أهم ما يكتل الناس حول بعضهم بعضا هو الإجماع على الصديق والعدو، فما لم نتفق من هو عدونا الحقيقي وصديقنا الحقيقي فنحن سوف نختلف فيما بيننا لا في الاستحقاقات الكبيرة فحسب، بل في الاستحقاقات الصغيرة أيضًا.لأن هذا الصديق أو العدو أي هذه القوة التي سوف تأتي وتعمل في لبنان سيكون هناك من يساندها ويريدها وهناك من سيراها عدوًا وأنها آتية لتقضي على لبنان، وهكذا من نزلوا إلى الشارع للقضاء على الفساد سيعودون ويختلفون فيما بينهم.نحن نريد أن نتحرك ونغير، حتى نغير نحتاج لأن نتحد، وحتى نتحد نحتاج للاتفاق على من هو العدو الأول للبنان، وكذلك من هم الأصدقاء، لأن الإنسان العاقل لا يلغي الأصدقاء لا يقول "كلن يعني كلن" فهذه حماقة! ليس الكل أعداء. من يشخص أن بعض الناس ممكن أن لا يتفقوا معه، فإنّه لا يعاديهم ويخسر إمكاناتهم، فبعض الناس إذا استملتهم بطريقة ما ممكن أن تستفيد من قوتهم للقضاء على العدو الحقيقي، وإن لم يكن هناك انسجام فيما بينك وبينه.إذًا أي قوة شعبية لا تحدد من هو عدوها الأساسي لن تنجح في تأمين استقلال لبلدها تبني في ظله نظامها السياسي والاقتصادي.

من أين يبدأ التغيير السياسي الحقيقي؟
إن العملية التثقيفية لترسيخ القيم الأساسية في المجتمع هي جزء مهم وأساسي من عمل القادة الذين يكترثون لمجتمعاتهم. كيف يمكن ترسيخ هذه القيم في المجتمع؟

هل العلمانية حل للطائفية؟
هناك شريحة معينة من الشباب اللبناني يتيح لنفسه التفكر العميق في الأحداث التي تجري في بلاده، وهناك من يتعاطى مع هذه الأحداث بنحو اعتباطي، وهناك من يندفع بدافع السخط على الأوضاع ويرى أن رد الفعل الوحيد على هذا الظلم يكون برفع الصرخة، ولكن كما نعلم أنّ أحداث العالم ووقائع الشعوب والدول لا تكون وليدة التحركات العفوية والاعتباطية، هناك الكثير من الأوضاع التي يتوصل إليها الناس إنما يصلون إليها نتيجة التخطيط الدقيق والنظرة الاستراتيجية والعمل الدؤوب، ولبنان ليس استثناءً من هذه القوانين الكونية... إذا كنا نريد تغيير بلدنا نحو الأحسن والقضاء على الفساد بالإضافة إلى رفع الصوت عاليًا، لا بد أن يكون هناك رؤية بعيدة المدى وعقلانية حكيمة لبناء هذا المجتمع بصورة افضل.

متى تنجح المظاهرات؟
حتى تنجح أي مظاهرة في أي بلد، يُفترض أن تعبر عن إرادة الأكثرية الساحقة أو أن تكون خطوة على طريق حشد الطاقات الشعبية وتشكيل وحدة جماهيرية تكون هي أفضل عنوان للإرادة أو القدرة. أما حين تعمل هذه المظاهرات على أذية الناس وتعطيل مصالحهم واستبعاد قسم كبير من الشعب فمعنى ذلك أنّ هذه المظاهرات قد انحرفت عن مسارها الصحيح ولن تنجح في تغيير الأنظمة.

لبنان على طريق الإفلاس
كيف تُصنع القرارات الأساسية في الإدارة الأمريكية؟يوجد مؤسسات راكبة بطريقة حين يُتخذ القرار بمستويات عالية نتيجة اللوبيات سيتنفذ ويصبح قرارات مستمرة ومنها قضية المال والحصار الاقتصادي.استطاع الأمريكان إنشاء نظام مالي عالمي يتحكمون من خلاله ببننوك العالم؛ بعدها كانوا قادرين على السيطرة على أي بلد من خلال بنوكه ومصارفه من خلال سياسة الإقراض المعروفة. فأنت حين تقترض المال ستكون مضطرًا لدفع الفوائد، وإذا لم يكن لديك قدرة على دفع الفوائد، ستصل إلى مرحلة غير قادر على تسديد الديون فتعلن إفلاسك، هل من الصعب معرفة هذه السألة في هذا الزمن؟لذلك لبنان ليس بعيدًا عن الإفلاس.كيف نغيب مثل هذا الأمر عن أنظارنا وهو يحصل ويُنفذ؟!
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...