
طَرق أبواب الغيب لاستدرار الرزق
السيد عباس نورالدين
كل من يفهم الحكمة من امتحان الرزق في الحياة الدنيا يدرك جيّدًا أنّ التوجّه إلى الله بالدعاء والعبادة والمسألة والتضرّع والطلب هو أعظم أسباب الرزق؛ بل إن اعتبار هذا السبب في عداد الأسباب الأخرى لن يكون دقيقًا؛ لأنّ ما عداه من أسباب الرزق في مرتبة وهو في مرتبة أعلى. فهو في مرتبة القلب والإيمان والأصل والمنشأ وغيره يأتي ضمن مرتبة السعي والعمل والأثر.
كل سعي في هذه الحياة، ما لم يقترن بالتوجّه إلى الله وذكره ومسألته، فلا قيمة له عند الله تعالى. ولا بدّ أن نتذكّر دومًا أنّ الله تعالى يبتلينا بالرزق عسى أن نكتشف معنى التوجّه إليه وأهميته ودوره في تحديد مصيرنا؛ فإن لم يحصل ذلك ـ إما بسبب عدم شعورنا بالفقر لأنّنا قد ورثنا عن آبائنا ثروات كافية، وإمّا لقسوة قلوبنا ونقصان فهمنا ـ فهذا يعني أنّنا قد خرجنا عن محل عناية الله ونظره.
حتى أولئك الأبرار الذين وصلوا إلى أعلى مراتب الكمال والقرب، لم يطلبوا الغنى الدائم حتى يبقى للافتقار دور في تذكيرهم؛ وآثروا الاحتياج إلى الله على كل شيء، لكي يتضرّعوا إلى الله ويسألوه. إنّ مَثَلهم كمثل ذلك العاشق الذي يعلم أنّ أحبّ شيء إلى معشوقه أن يناجيه ويخاطبه ويطلب منه؛ لأجل ذلك لا يؤثر الغنى على مناجاة محبوبه ومعشوقه. فقد أصبحت المناجاة والمناغاة والمراودة والمخاطبة عنده ألذ وأجمل وأحلى من كل شيء. وصار الطلب وسيلة لطرق باب المعشوق، لا لأجل الرزق، وإنما لعلمه بأنّ معشوقه قد أحوجه لأجل أن يسمع صوته!
وأسوأ شيء يمكن أن يعيشه الإنسان تجاه ربّه هو أن يسيء الظن به، فيتصوّر بأنّه تعالى قد ابتلاه بالاحتياج والنقص في الثمرات والأموال والأنفس ليهينه وينتقص من كرامته؛ {وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَن}.[1] فالمؤمن عند الله أعزّ من بيته المحرّم؛ وإنّما يفعل الله ذلك بأوليائه من أجل أن يرفع شأنهم ويجعلهم أسوة وقدوة لغيرهم بصبرهم وإيثارهم وانقطاعهم إليه وشدّة ارتباطهم به.
إنّ هذه الدنيا تحتاج إلى حضور هذا الغيب؛ وإلّا لأصبحت مكانًا لا يطاق العيش فيه. فما قيمة الحياة الدنيا إن لم تكن سفرًا إلى الآخرة! وكل شيء يجري فيها إنّما كان ويكون لأجل تحقيق هذا المعنى. وحين نفتقر، فإنّ أول شيء ينبغي أن يخطر ببالنا هو أنّ الله يدعونا إليه، وعلينا أن نستجيب دعوته عبر طرق أبواب رحمته بالدعاء والمسألة والعبادة.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ وَتَعَهَّدَهُ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَتَعَهَّدُ الْمَرِيضَ أَهْلُهُ بِالطُّرَفِ، وَوَكَّلَ بِهِ مَلَكَيْنِ فَقَالَ لَهُمَا: أَسْقِمَا بَدَنَهُ وَضَيِّقَا مَعِيشَتَهُ وَعَوِّقَا عَلَيْهِ مَطْلَبَهُ حَتَّى يَدْعُوَنِي فَإِنِّي أُحِبُّ صَوْتَهُ، فَإِذَا دَعَا قَالَ: اكْتُبَا لِعَبْدِي ثَوَابَ مَا سَأَلَنِي وَضَاعِفَا لَهُ حَتَّى يَأْتِيَنِي وَمَا عِنْدِي خَيْرٌ لَهُ؛ فَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا وَكَّلَ بِهِ مَلَكَيْنِ فَقَالَ: أَصِحَّا بَدَنَهُ وَوَسِّعَا عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ وَسَهِّلَا لَهُ مَطْلَبَهُ وَأَنْسِيَاهُ ذِكْرِي فَإِنِّي أُبْغِضُ صَوْتَهُ، حَتَّى يَأْتِيَنِي وَمَا عِنْدِي شَرٌّ لَهُ".[2]
ومن أهم العبادات التي ورد ذكرها كثيرًا في أحاديث أئمة الدين باعتبارها عاملًا أساسيًا للغنى: صلاة الليل.. ولا شك بأنّ القيام للصلاة في الليل يتطلّب تنظيمًا خاصًّا لحياتنا وأوقاتنا، مما يجعلنا نرى الحياة من منظار آخر، فتنفتح علينا أبواب رزق لم نكن نحسب لها حسابًا.
لقد جاء في الأحاديث أنّ أبغض الخلائق إلى الله من كان جيفة في الليل بطّالًا في النهار.[3] أي ذاك الذي ينام الليل كلّه دون أن يقوم فيه للتعبّد، ثم يقضي نهاره بطّالًا عاطلًا عن العمل والسعي. وكأنّ هناك ارتباطًا ما بين قيام الليل والسعي في النهار. فصلاة الليل وعبادته تحثّ الإنسان على النشاط في النهار، خلافًا لما يمكن أن يتصوّر الجاهل غير المجرّب.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع): "قِيَامُ اللَّيْلِ مَصَحَّةٌ لِلْبَدَن"،[4] وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ فَإِنَّهَا مَطْرَدَةُ الدَّاءِ عَنْ أَجْسَادِكُمْ".[5]
ومثل هذا القيام يدلّ على حسن ظنّ العبد بربّه؛ لأنّه لا يتعذّر بضرورة النوم طوال الليل بسبب تعب النهار، وهو يعلم أنّ أهم طاقة يحتاج إليها لأعمال اليوم تأتي من اتّصاله بالله تعالى. هذه الطاقة الروحية العظيمة التي يكتسبها بواسطة الانقطاع إلى الله حيث الكل نيام في غفلة، هي التي تجعله يقظًا واعيًا منتبهًا أثناء كدحه النهاري وسط زحمات البلاءات والاختبارات المتنوعة.
فالسعي والاشتغال ليس مجرد صرف طاقة جسمانية أو سعرات حرارية، بل يتطلّب ذهنًا منفتحًا وقلبًا واعيًا وروحًا متسامحة. ويعلم أكثر الذين حقّقوا مستويات مهمة من النجاح المهني أنّ أكثر التوفيق يأتي من قوة القلب وصفاء الروح.
ليس الانقطاع إلى الله مجرّد دعاء عام نسأله فيه أن يرزقنا ويغنينا. بل هو طلب للهداية والنورانية التي نحتاج إليها لإدراك سبل الخير والنجاح وتحديد المواقف السليمة والخيارات الصائبة. لأنّ مشاغل السعي توقعنا في الكثير من المواقف التي نحتاج فيها إلى تمييز الحقّ من الباطل والخير من الشرّ والصلاح من الفساد. وكل هذا مدده ومنبعه وفيضه وتوفيقه من عند الله تعالى..
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَهُوَ يَجُوعُ، إِنَّ صَلَاةَ اللَّيْلِ تَضْمَنُ رِزْقَ النَّهَارِ.[6]
- وعنه (ع) قَالَ: صَلَاةُ اللَّيْلِ تُحَسِّنُ الْوَجْهَ وَتُحَسِّنُ الْخُلُقَ وَتُطَيِّبُ الرِّيحَ وَتُدِرُّ الرِّزْقَ وَتَقْضِي الدَّيْنَ وَتَذْهَبُ بِالْهَمِّ وَتَجْلُو الْبَصَرَ.[7]
- قَالَ الرِّضَا (ع): عَلَيْكُمْ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ، فَمَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَقُومُ آخِرَ اللَّيْلِ فَيُصَلِّي ثَمَانَ رَكَعَاتٍ وَرَكْعَتَيِ الشَّفْعِ وَرَكْعَةَ الْوَتْرِ وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ فِي قُنُوتِهِ سَبْعِينَ مَرَّةً، إِلَّا أُجِيرَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ وَمُدَّ لَهُ فِي عُمُرِهِ وَوُسِّعَ عَلَيْهِ فِي مَعِيشَتِهِ، ثُمَّ قَالَ (ع): إِنَّ الْبُيُوتَ الَّتِي يُصَلَّى فِيهَا بِاللَّيْلِ يَزْهَرُ نُورُهَا لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا يَزْهَرُ نُورُ الْكَوَاكِبِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ.[8]
- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) الْحَاجَةَ وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُعَلِّمَنِي دُعَاءً فِي طَلَبِ الرِّزْق، فَعَلَّمَنِي دُعَاءً مَا احْتَجْتُ مُنْذُ دَعَوْتُ بِهِ، قَالَ: قُلْ فِي دُبُرِ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَأَنْتَ سَاجِدٌ "يَا خَيْرَ مَدْعُوٍّ وَيَا خَيْرَ مَسْئُولٍ وَيَا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطَى وَيَا خَيْرَ مُرْتَجًى ارْزُقْنِي وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ وَسَبِّبْ لِي رِزْقًا مِنْ قِبَلِكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".[9]
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى سِلَاحٍ يُنْجِيكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَيُدِرُّ رِزْقَكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: تَدْعُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَإِنَّ سِلَاحَ الْمُؤْمِنِ الدُّعَاءُ.[10]
- عَنْ رَجُلٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ع) قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَهُ فَجَاءَ سَائِلٌ فَأَعْطَاهُ دِرْهَمًا، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَأَعْطَاهُ دِرْهَمًا ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَأَعْطَاهُ دِرْهَمًا ثُمَّ جَاءَ الرَّابِعُ فَقَالَ لَهُ: يَرْزُقُكَ رَبُّكَ.
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ كَانَ عِنْدَهُ عِشْرُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَهَا فِي هَذَا الْوَجْهِ لَأَخْرَجَهَا، ثُمَّ بَقِيَ لَيْسَ عِنْدَهُ شَيْءٌ، ثُمَّ كَانَ مِنَ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ دَعَوْا فَلَمْ تُسْتَجَبْ لَهُمْ دَعْوَةٌ:
رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَمَزَّقَهُ وَلَمْ يَحْفَظْهُ فَدَعَا اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَهُ فَقَالَ: أَلَمْ أَرْزُقْكَ؟! فَلَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ دَعْوَةٌ وَرُدَّتْ عَلَيْه.
وَرَجُلٍ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ يَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَهُ قَالَ: فَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ إِلَى طَلَبِ الرِّزْقِ سَبِيلًا أَنْ تَسِيرَ فِي الْأَرْضِ وَتَبْتَغِيَ مِنْ فَضْلِي؟! فَرُدَّتْ عَلَيْهِ دَعْوَتُهُ..[11] - قَالَ حَمَّادُ بْنُ عِيسَى: قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (ع): جُعِلْتُ فِدَاكَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي وَلَدًا وَلَا يَحْرِمَنِي الْحَجَّ مَا دُمْتُ حَيًّا، قَالَ: فَدَعَا لِي، فَرَزَقَنِي اللَّهُ ابْنِي هَذَا، وَرُبَّمَا حَضَرَتْ أَيَّامُ الْحَجِّ وَلَا أَعْرَفُ لِلنَّفَقَةِ فِيهِ وَجْهًا، فَيَأْتِي اللَّهُ بِهَا مِنْ حَيْثُ لَا أَحْتَسِبُ.[12]
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: دُعَاءُ الْمَرْءِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ يُدِرُّ الرِّزْقَ وَيَدْفَعُ الْمَكْرُوهَ.[13]
- وعنه (ع) قَالَ: الدُّعَاءُ لِأَخِيكَ بِظَهْرِ الْغَيْبِ يَسُوقُ إِلَى الدَّاعِي الرِّزْقَ، وَيَصْرِفُ عَنْهُ الْبَلَاءَ، وَيَقُولُ الْمَلَكُ: وَلَكَ مِثْلُ ذَلِكَ.[14]
- فقَالَ بَعْضُ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَذَلِكَ بِحَضْرَةِ الْمَقْتُولِ الْمَنْشُورِ الْمَضْرُوبِ بِبَعْضِ الْبَقَرَةِ: لَا نَدْرِي أَيُّهُمَا أَعْجَبُ: إِحْيَاءُ اللَّهِ هَذَا وَإِنْطَاقُهُ بِمَا نَطَقَ أَوْ إِغْنَاؤُهُ لِهَذَا الْفَتَى بِهَذَا الْمَالِ الْعَظِيمِ؟
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ أُطَيِّبَ فِي الدُّنْيَا عَيْشَهُ وَأُعَظِّمَ فِي جِنَانِي مَحَلَّهُ وَأَجْعَلَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ فِيهَا مُنَادَمَتَهُ لِيَفْعَلْ كَمَا فَعَلَ هَذَا الْفَتَى، إِنَّهُ كَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ذِكْرَ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَآلِهِمَا الطَّيِّبِينَ وَكَانَ عَلَيْهِمْ مُصَلِّيًا وَلَهُمْ عَلَى جَمِيعِ الْخَلَائِق مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْمَلَائِكَةِ مُفَضِّلًا، فَلِذَلِكَ صَرَفْتُ إِلَيْهِ الْمَالَ الْعَظِيمَ لِيَتَنَعَّمَ بِالطَّيِّبَاتِ وَيَتَكَرَّمَ بِالْهِبَاتِ وَالصِّلَاتِ وَيَتَحَبَّبَ بِمَعْرُوفِهِ إِلَى ذَوِي الْمَوَدَّاتِ وَيَكْبِتَ بِنَفَقَاتِهِ ذَوِي الْعَدَاوَاتِ.
قَالَ الْفَتَى: يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَيْفَ أَحْفَظُ هَذِهِ الْأَمْوَالَ أَمْ كَيْفَ أَحْذَرُ مِنْ عَدَاوَةِ مَنْ يُعَادِينِي فِيهَا وَحَسَدِ مَنْ يَحْسُدُنِي لِأَجْلِهَا؟
قَالَ: قُلْ عَلَيْهَا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ مَا كُنْتَ تَقُولُهُ قَبْلَ أَنْ تَنَالَهَا، فَإِنَّ الَّذِي رَزَقَكَهَا بِذَلِكَ الْقَوْلِ مَعَ صِحَّةِ الِاعْتِقَادِ يَحْفَظُهَا عَلَيْكَ أَيْضًا بِهَذَا الْقَوْلِ مَعَ صِحَّةِ الِاعْتِقَادِ.
فَقَالَهَا الْفَتَى، فَمَا رَامَهَا حَاسِدٌ لَهُ لِيُفْسِدَهَا أَوْ لِصٌّ لِيَسْرِقَهَا أَوْ غَاصِبٌ لِيَغْصِبَهَا إِلَّا دَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا بِلَطِيفَةٍ مِنْ لَطَائِفِهِ، حَتَّى يَمْتَنِعَ مِنْ ظُلْمِهِ اخْتِيَارًا أَوْ مَنَعَهُ مِنْهُ بِآفَةٍ أَوْ دَاهِيَةٍ حَتَّى يَكُفَّهُ عَنْهُ كَفَّ اضْطِرَارٍ.
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): فَلَمَّا قَالَ مُوسَى لِلْفَتَى ذَلِكَ وَصَارَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِمَقَالَتِهِ حَافِظًا، قَالَ هَذَا الْمَنْشُورُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ بِهِ هَذَا الْفَتَى مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ وَالتَّوَسُّلِ بِهِمْ أَنْ تُبْقِيَنِي فِي الدُّنْيَا مُتَمَتِّعًا بِابْنَةِ عَمِّي وَتُخْزِيَ عَنِّي أَعْدَائِي وَحُسَّادِي وَتَرْزُقَنِي فِيهَا خَيْرًا كَثِيرًا طَيِّبًا.
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا مُوسَى إِنَّ لِهَذَا الْفَتَى الْمَنْشُورِ بَعْدَ الْقَتْلِ سِتِّينَ سَنَةً وَقَدْ وَهَبْتُ لَهُ لِمَسْأَلَتِهِ وَتَوَسُّلِهِ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ سَبْعِينَ سَنَةً تَمَامَ مِائَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً صَحِيحَةٌ حَوَاسُّهُ ثَابِتٌ فِيهَا جَنَانُهُ قَوِيَّةٌ فِيهَا شَهَوَاتُهُ يَتَمَتَّعُ بِحَلَالِ هَذِهِ الدُّنْيَا وَيَعِيشُ وَلَا يُفَارِقُهَا وَلَا تُفَارِقُهُ، فَإِذَا حَانَ حِينُهُ حَانَ حِينُهَا وَمَاتَا جَمِيعًا مَعًا فَصَارَا إِلَى جِنَانِي فَكَانَا زَوْجَيْنِ فِيهَا نَاعِمَيْنِ؛
وَلَوْ سَأَلَنِي يَا مُوسَى هَذَا الشَّقِيُّ الْقَاتِلُ بِمِثْلِ مَا تَوَسَّلَ بِهِ هَذَا الْفَتَى عَلَى صِحَّةِ اعْتِقَادِهِ أَنْ أَعْصِمَهُ مِنَ الْحَسَدِ وَأُقْنِعَهُ بِمَا رَزَقْتُهُ وَذَلِكَ هُوَ الْمُلْكُ الْعَظِيمُ لَفَعَلْتُ؛
وَلَوْ سَأَلَنِي بِذَلِكَ مَعَ التَّوْبَةِ أَنْ لَا أُفْضِحَهُ لَمَا فَضَحْتُهُ، وَلَصَرَفْتُ هَؤُلَاءِ عَنِ اقْتِرَاحِ إِبَانَةِ الْقَاتِلِ وَلَأَغْنَيْتُ هَذَا الْفَتَى مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ بِقَدْرِ هَذَا الْمَالِ؛
وَلَوْ سَأَلَنِي بَعْدَ مَا افْتَضَحَ وَتَابَ إِلَيَّ وَتَوَسَّلَ بِمِثْلِ وَسِيلَةِ هَذَا الْفَتَى أَنْ أُنْسِيَ النَّاسَ فِعْلَهُ بَعْدَ مَا أَلْطُفُ لِأَوْلِيَائِهِ فَيَعْفُونَ عَنِ الْقِصَاصِ لَفَعَلْتُ، وكَانَ لَا يُعَيِّرُهُ بِفِعْلِهِ أَحَدٌ وَلَا يَذْكُرُهُ فِيهِمْ ذَاكِرٌ، وَلَكِنْ ذَلِكَ فَضْلٌ أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ وَأَنَا ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ، وَأَعْدَلُ بِالْمَنْعِ عَلَى مَنْ أَشَاءُ وَأَنَا الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
فَلَمَّا ذَبَحُوهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ}، وَأَرَادُوا أَنْ لَا يَفْعَلُوا ذَلِكَ مِنْ عِظَمِ ثَمَنِ الْبَقَرَةِ، وَلَكِنَّ اللَّجَاجَ حَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَاتِّهَامُهُمْ لِمُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) حَدَاهُمْ.
قَالَ: فَضَجُّوا إِلَى مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَقَالُوا: افْتَقَرَتِ الْقَبِيلَةُ وَدُفِعَتْ إِلَى التَّكَفُّفِ وَانْسَلَخْنَا بِلَجَاجِنَا عَنْ قَلِيلِنَا وَكَثِيرِنَا فَادْعُ اللَّهَ لَنَا بِسَعَةِ الرِّزْقِ.
فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ): وَيْحَكُمْ مَا أَعْمَى قُلُوبَكُمْ، أَمَا سَمِعْتُمْ دُعَاءَ الْفَتَى صَاحِبِ الْبَقَرَةِ وَمَا أَوْرَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْغِنَى؟! أَوَمَا سَمِعْتُمْ دُعَاءَ الْفَتَى الْمَقْتُولِ الْمَنْشُورِ وَمَا أَثْمَرَ لَهُ مِنَ الْعُمُرِ الطَّوِيلِ وَالسَّعَادَةِ وَالتَّنَعُّمِ بِحَوَاسِّهِ وَسَائِرِ بَدَنِهِ وَعَقْلِهِ؟! لِمَ لَا تَدْعُونَ اللَّهَ تَعَالَى بِمِثْلِ دُعَائِهِمْ وَتَتَوَسَّلُونَ إِلَى اللَّهِ بِمِثْلِ وَسِيلَتِهِمَا لِيَسُدَّ فَاقَتَكُمْ وَيُجْبِرَ كَسْرَكُمْ وَيَسُدَّ خَلَّتَكُمْ؟!
فَقَالُوا: اللَّهُمَّ إِلَيْكَ الْتَجَأْنَا وَعَلَى فَضْلِكَ اعْتَمَدْنَا فَأَزِلْ فَقْرَنَا وَسُدَّ خَلَّتَنَا بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَالطَّيِّبِينَ مِنْ آلِهِمْ.
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا مُوسَى قُلْ لَهُمْ لِيَذْهَبَ رُؤَسَاؤُهُمْ إِلَى خَرِبَةِ بَنِي فُلَانٍ وَيَكْشِفُوا فِي مَوْضِعِ كَذَا لِمَوْضِعٍ عَيَّنَهُ وَجْهَ أَرْضِهَا قَلِيلًا وَيَسْتَخْرِجُوا مَا هُنَاكَ فَإِنَّهُ عَشَرَةُ آلَافِ أَلْفِ دِينَارٍ، لِيَرُدُّوا عَلَى كُلِّ مَنْ دَفَعَ فِي ثَمَنِ هَذِهِ الْبَقَرَةِ مَا دَفَعَ لِتَعُودَ أَحْوَالُهُمْ، ثُمَّ لِيَتَقَاسَمُوا بَعْدَ ذَلِكَ مَا يَفْضُلُ وَهُوَ خَمْسَةُ آلَافِ أَلْفِ دِينَارٍ عَلَى قَدْرِ مَا دَفَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي هَذِهِ الْمِحْنَةِ لِيَتَضَاعَفَ أَمْوَالُهُمْ، جَزَاءً عَلَى تَوَسُّلِهِمْ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ وَاعْتِقَادِهِمْ لِتَفْضِيلِهِمْ...[15] - قال الصَّادِقُ (ع): الْجُلُوسُ بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ فِي التَّعْقِيبِ وَالدُّعَاءِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَبْلَغُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ مِنَ الضَّرْبِ فِي الْأَرْضِ.[16]
- فِيمَا وَعَظَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ عِيسَى (ع): يَا عِيسَى إِنَّكَ تَفْنَى وَأَنَا أَبْقَى، وَمِنِّي رِزْقُكَ وَعِنْدِي مِيقَاتُ أَجَلِكَ، وَإِلَيَّ إِيَابُكَ وَعَلَيَّ حِسَابُكَ، فَسَلْنِي وَلَا تَسْأَلْ غَيْرِي، فَيَحْسُنَ مِنْكَ الدُّعَاءُ وَمِنِّي الْإِجَابَةُ.[17]
- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) قَالَ: إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ الصَّلَاةِ فَلْيَرْفَعْ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَلْيَنْصَبْ فِي الدُّعَاءِ، فَقَالَ ابْنُ سَبَإٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَيْسَ اللَّهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَلِمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ؟ فَقَالَ: أَمَا تَقْرَأُ {وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ} فَمِنْ أَيْنَ يُطْلَبُ الرِّزْقُ إِلَّا مِنْ مَوْضِعِهِ؟! وَمَوْضِعُ الرِّزْقِ وَمَا وَعَدَ اللَّهُ، السَّمَاءُ.[18]
- عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الدُّعَاءِ وَرَفْعِ الْيَدَيْنِ فَقَالَ: عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ... وَأَمَّا الدُّعَاءُ فِي الرِّزْقِ فَتَبْسُطُ كَفَّيْكَ وَتُفْضِي بِبَاطِنِهِمَا إِلَى السَّمَاءِ.[19]
- عن النَّبِيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: ثَلَاثَةٌ مَنْ رُزِقَهُنَ فَقَدْ رُزِقَ خَيْرَ الدَّارَيْنِ... وَالدُّعَاءُ فِي الرَّخَاءِ.[20]
- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ الصَّادِقِ (ع) فَجَلَسْنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ تَحْتَ نَخْلَةٍ يَابِسَةٍ، فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِدُعَاءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ ثُمَّ قَالَ: "يَا نَخْلَةُ أَطْعِمِينَا مِمَّا جَعَلَ اللَّهُ فِيكِ مِنْ رِزْقِ عِبَادِهِ"، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى النَّخْلَةِ وَقَدْ تَمَايَلَتْ نَحْوَ الصَّادِقِ (ع) وَعَلَيْهَا أَوْرَاقُهَا وَعَلَيْهَا الرُّطَبُ، قَالَ: ادْنُ وَسَمِّ وَكُلْ، فَأَكَلْنَا مِنْهَا رُطَبًا أَعْذَبَ رُطَبٍ وَأَطْيَبَهُ، فَإِذَا نَحْنُ بِأَعْرَابِيٍّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ سِحْرًا أَعْظَمَ مِنْ هَذَا، فَقَالَ الصَّادِقُ (ع): نَحْنُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ لَيْسَ فِينَا سَاحِرٌ وَلَا كَاهِنٌ، بَلْ نَدْعُو اللَّهَ فَيُجِيبُ.[21]
- عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنِ الرِّضَا (ع) قَالَ: سَأَلْتُهُ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِامْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِنَا بِهَا حَمْلٌ فَقَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع): الدُّعَاءُ مَا لَمْ تَمْضِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا لَهَا أَقَلُّ مِنْ هَذَا، فَدَعَا لَهَا ثُمَّ قَالَ: إِنَّ النُّطْفَةَ... فَإِذَا تَمَّتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهَا مَلَكَيْنِ خَلَّاقَيْنِ يُصَوِّرَانِهِ وَيَكْتُبَانِ رِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا.[22]
- عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: إِنَّ الْحُسَيْنَ (ع) صَاحِبَ كَرْبَلَاءَ قُتِلَ مَظْلُومًا مَكْرُوبًا عَطْشَانًا [عَطْشَانَ] لَهْفَانًا، فَآلَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَأْتِيَهُ لَهْفَانٌ وَلَا مَكْرُوبٌ وَلَا مُذْنِبٌ وَلَا مَغْمُومٌ وَلَا عَطْشَانُ وَلَا مَنْ بِهِ عَاهَةٌ، ثُمَّ دَعَا عِنْدَهُ وَتَقَرَّبَ بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (ع) إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِلَّا نَفَّسَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ وَأَعْطَاهُ مَسْأَلَتَهُ وَغَفَرَ ذَنْبَهُ وَمَدَّ فِي عُمُرِهِ وَبَسَطَ فِي رِزْقِهِ، فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الْأَبْصَارِ.[23]
[1]. سورة الفجر، الآية 16.
[2]. بحار الأنوار، ج90، ص 371.
[3]. "أَبْغَضُ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ جِيفَةٌ بِاللَّيْلِ بَطَّالٌ بِالنَّهَار". [مستدرك الوسائل، ج6، ص 340]
[4]. مستدرك الوسائل، ج6، ص 331.
[5]. وسائل الشيعة، ج8، ص 149.
[6]. وسائل الشيعة، ج8، ص 158.
[7]. بحار الأنوار، ج84، ص 153.
[8]. روضة الواعظين، ج2، 320.
[9]. الكافي، ج2، ص 551 - 552.
[10]. بحار الأنوار، ج90، ص 291.
[11]. وسائل الشيعة، ج7، ص 126.
[12]. مستدرك الوسائل، ج8، ص 62.
[13]. الكافي، ج2، ص 507.
[14]. الأمالي (للطوسي)، ص 677.
[15]. بحار الأنوار، ج13، ص 270 – 272.
[16]. وسائل الشيعة، ج6، ص 459.
[17]. الكافي، ج8، ص 133.
[18]. وسائل الشيعة، ج6، ص 487.
[19]. الكافي، ج2، ص 481.
[20]. مستدرك الوسائل، ج2، ص 412.
[21]. بحار الأنوار، ج47، ص 110.
[22]. وسائل الشيعة، ج7، ص 142.
[23]. مستدرك الوسائل، ج10، ص 239.

كيف أحيا مسلمًا وأعيش سعيدًا
في عالم اليوم حيث تتلاقى الحضارات وتتصادم الثقافات، تبرز الأديان كمحور أساسي في كل هذا التفاعل. وما أحوجنا إلى تقديم ثقافتنا الأصيلة في بعدها العملي المعاش الذي يطلق عليه عنوان نمط العيش.وفي هذا الكتاب سعى المؤلف إلى عرض القيم الإسلامية المحورية في قالب الأسلوب والنمط الذي يميز حياة المسلم الواقعي الذي ينطلق من عمق إيمانه والتزامه بمبادئ الإسلام وقيمه السامية. كيف أحيا مسلمًا وأعيش سعيدًا الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 288 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-037-8 السعر: 12$

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

فن تدبير المعيشة (١)
تدبير المعاش يتطلب مهارات عديدة. ولكن ينبغي أولا أن نتعرف إلى هدف العيش في هذه الدنيا وابعاده. لأن المعاش الصحيح ينطلق من مبادئ صحيحة. وبعد ذلك يصبح مهارة وفنا يحتاج إلى الحكمة والممارسة السليمة. فما هي هذه المبادئ وكيف نطبقها تطبيقًا صحيحًا؟

اجعل حسابك المصرفي عند الله
يخزن الناس أموالهم في البنوك ويودعونها الخزائن المغلقة ثم يحفظون في ذاكرتهم الأرقام التي تمثل عدد ما جمعوا من مال ومقتنيات. وكلّما سمعوا بالفقر أو احتاجوا للشعور بالغنى استذكروا تلك الأرقام، أو نظروا إلى تلك المقتنيات عسى أن ترتاح نفوسهم أو تسعد قلوبهم؛ وإذا أرادوا أن يطردوا عن أنفسهم هاجس الفقر، أسرعوا للشراء والاقتناء.. ومع ذلك كلّه، يبقى القلب فارغًا والنفس مضطربة.

كيف تصبح غنيًّا.. وتعيش سعيدًا
الغنى عزٌّ، والله تعالى يريد العزّة لعباده المؤمنين. والفقر ذلٌّ وسواد الوجه في الدارين، والله لا يريد إذلال أوليائه وتحقيرهم.. الغنى خيار، وليس مجرّد قضاء وقدر ينزل على الإنسان لمجرّد الابتلاء. فكلّ إنسانٍ باستطاعته أن يصبح غنيًّا! وإذا كان من أولياء الله من اختار الفقر، فذلك لسببٍ خاصّ وموضعيّ يرتبط بطبيعة دوره في المجتمع.

لماذا ينبغي أن نكدح في الحياة؟.. وهل يكفي الجد لتأمين المعاش؟
قال الله تعالى: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقيه}. الكدح والكد والجد والاجتهاد تجليات لصدق الطلب وشدة الرغبة. فمن طلب الله ورغب بلقائه ترك الدعة والراحة وانطلق ناشطًا في ميادين العمل والسعي؛ فكيف إذا آمن بأنّ هذه الحياة الدنيا ليست سوى محطة عابرة أو جسر للعبور وفرصة للوصول. يطلب أهل الدنيا الراحة والاستقرار فيها، وهم عما ينتظرهم بعدها غافلون. ويرون كل مجاهد مضحٍ أو عامل كادح مسكينًا، ويأسفون على تضييع عمره بالتعب والعناء. وتتسلّل كلماتهم هذه إلى نفوسنا، وقد تعشعش في قلوبنا، بطريقة تفرّخ شعورًا بالذل والهوان عند كل تعب أو عرق. هذا، وأكثر التعب كما يقال يأتي من كراهية التعب!

الاقتصاد الحقيقيّ: من منّا لا يحلم باقتصادٍ مزدهر يحقّق أعلى درجات الرّفاهية!
تصوّر أنّك تعيش في بلدٍ لا يهمّك فيه تحديث سيّارتك ولا تلفازك ولا هاتفك ولا أجهزتك الإلكترونيّة!وتصوّر أنّك لا تعيش همّ كلفة الطّاقة التي تحتاج إليها لاستعمال سيّارتك وأجهزة التدفئة والتبريد وما لا يحصى من الآلات والوسائل!

تعالوا إلى بساطة العيش. كيف تكون الحياة البسيطة وسيلة لتكامل الإنسان؟
كثيرًا ما نسمع في أوساطنا مدحًا وتمجيدًا لبساطة العيش. ولطالما ذُكرت هذه المزيّة كإحدى أهم خصائص العالِم الزاهد. وما أكثر ما تُطلق الدّعوات الموجّهة لطلّاب العلوم الدينيّة ليختاروا بساطة العيش.

6 عوامل.. من أجل اقتصادٍ مزدهر
إنّ المعادلة الكبرى لأي ازدهار اقتصادي تكمن في حقيقة أساسيّة وهي كفاية الأرض لتأمين الحاجات الأساسية لأهلها. لكن هذا العطاء يحتاج إلى عملٍ ذكيّ وتعاملٍ حكيم. وحين يجوع أي شعب في الأرض فهذا يدل على وجود خطأ ما في سلوكه ونمط عيشه وإدارته. وانطلاقًا من هذه القاعدة يوجد ستّة عوامل أساسيّة لتحقيق الازدهار، هي في الواقع بمثابة تطبيق وتفصيل لها.

أفضل تجارة وأكثرها ربحًا
حين نتأمل في عوامل الازدهار الاقتصادي لأيّ مجتمع، نجد أنّ لنشاط أبنائه وحيويّتهم وإقدامهم على العمل والإنتاج دورًا أساسيًّا فيه. لكن الذي يحقّق الازدهار الواقعي لهذا المجتمع أو ذاك هو سرعة وقوّة التداول الفعّال للثروات بين جميع شرائحه وطبقاته. ونقصد بقولنا "فعّال" كل ما يؤدي إلى زيادة حجم الأنشطة والمشاريع الاقتصادية المرتبطة باستخراج الثروات الدفينة والكامنة.

معيشتنا تحدّد مصيرنا
أجل، معيشتنا تحدّد مصيرنا الأبديّ. فقليل من التأمّل في تحدّيات العيش في الدنيا يجعلنا ندرك كم هي عميقة هذه القضيّة وكم هي مرتبطة بقضايا الكون الكبرى.

ما معنى القناعة كنز لا ينفد؟ في البحث عن المعنى الحقيقيّ للغنى
أعظم أسباب الغنى القناعة. وسرّ ذلك أنّ الغنى هو شعور أكثر من أن يكون مجرّد إدراك للواقع. لكنّه ليس شعورًا نخترعه نحن، لأنّه إن انفصل عن الواقع، سرعان ما يزول ليحل محلّه شعور آخر أسوأ من الإحساس بالفقر والحرمان؛ فلا شيء أقوى من الواقع؛ لكن الواقع الذي نعرفه هو واقعٌ جميل مليء بالألطاف والرحمة؛ وكيف لا يكون كذلك وهو يد الله تعالى وتجلياته.

أفضل سبل مكافحة البطالة... لماذا يجب أن نعيد النظر بشأن العمل؟
إنّ عدد سكّان الأرض قد ناهز المليارات السبعة، والقوّة العاملة فيهم تبلغ عدّة مليارات؛ لكن المتتبّع لأسواق العمالة والبطالة يلاحظ أنّ نسبة ملفتة من تلك القوّة العاملة لا تجد العمل المناسب لمعيشتها، وأنّ نسبة أخرى قد تبلغ حوالي العشرة في المئة من المجموع العام لا تجد عملًا من الأساس!

إذا أردت الغنى فعليك بحسن التدبير
حسن التدبير يعني الاستفادة المثلى من الإمكانات الظاهرة المتاحة، وتحويل الكامن والباطن منها إلى متاح، واستجلاب ما لم يكن بالحسبان! أجل، فحسن التدبير يرتبط بجميع إمكانات العالم وثرواته، الظاهر منها والباطن؛ قال الله تعالى في كتابه العزيز: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَة}، {وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُون}، {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب}؛ وعن أمير المؤمنين (ع): "الْمُؤْمِنُ سِيرَتُهُ الْقَصْدُ وَسُنَّتُهُ الرُّشْدُ".

الطريق الصحيح لتأمين المعيشة : كيف نتجنب فتنةً لا تصيب الذين ظلموا خاصّة؟
تحفل النّصوص الدّينيّة بالتّصريحات والإشارات الهادية إلى حياة الكفاف والغنى والنّجاة من الحرمان والفقر. وأوّل دلالات هذه النّصوص (من آيات وأحاديث وأدعية) هي أنّ الله تعالى لا يريدنا أن نعيش في حالٍ من العوز والهمّ المانع من تحصيل الفضائل والسّعي نحو الكمال وبلوغ المقصد الأعلى في ظلّ عبادة الله.وباختصار، لا يمكن مع كلّ هذه الشّواهد أن يظنّ المسلم أنّ الفقر أمرٌ جيّد أو مقبول في الدّين والرّؤية الإسلاميّة، حتّى أنّه قد ورد في بعض الأحاديث "كاد الفقر أن يكون كفرًا".

ما هي أهم أسباب الرزق؟.. وأيّها نعتمد؟
هل يمكن للإنسان أن يسلك طريقًا واضحًا لتأمين رزقه فلا يخيب؟ أم أنّ الرزق أمرٌ غيبيّ بيد الله وحده، لا يمكن للإنسان أن يتعرّف إلى أسبابه مهما فعل؟ في الحديث الشريف: "أَبَى اللَّهُ أَنْ يُجْرِيَ الْأَشْيَاءَ إِلَّا بِأَسْبَاب"؛ ما يعني أنّ لكلّ شيء في هذا العالم أسبابًا وعللًا توجده وتحقّقه، وإن كان كل شيء يرجع إلى الله في الأصل..

بحثًا عن أسباب الرزق والغنى... فكّر فيما لا يفكر فيه الناس
كل من يتأمّل في طبيعة موارد الأرض وحجم إمكاناتها، لا يشك لحظة واحدة بأنّ هذا الكوكب الساحر يحتوي على كل ما يحتاجه الناس، ولو بلغ عددهم أضعاف ما هم عليه اليوم. ويدرك تمامًا خطأ أصحاب الأفكار المالتوسية.حين سُئل "جورج برنارد شو"، الأديب البريطاني الساخر، عن مشكلة العالم الأساسية أجاب بطريقته المعهودة قائلًا: "إنها تشبه شعر رأسي، زيادة في الإنتاج وسوء في التوزيع". والكل يعلم أنّ هذا الأديب كان كثيف اللحية أصلع الرأس

مفاتيح الرزق العجيبة.. اغتنام الفرص الصغيرة يفتح عليك الكبيرة
إنّ احتياجنا المبرم للرزق يجعلنا نواجه الكثير من الاختبارات والبلاءات والفتن. وأحد أكبر هذه الاختبارات هو امتحان العبودية. فإذا نجحنا فيه انفتحت علينا أبواب السماوات ومفاتيح خزائن الأرض. العبودية هي شعور خاص تجاه خالقنا وربّنا. لكنّه ليس مجرّد شعور؛ فهو شيء ينبع من الاعتقاد والإيمان ويتجلّى في العمل. وبعض هذه التجليات العملية والشعورية تظهر في علاقتنا بكل ما حولنا..

6 أصول للغنى والكفاف في المعيشة
لقد استضافنا الله في هذه الأرض لا ليحرمنا ويجعل عيشنا كدًّا كدًّا، بل أراد لنا أن نسعى فيها نحو الآخرة. وقد صرّح النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) بهذه الضمانة حين قال: "أيُّهَا النَّاسُ أَقْبِلُوا عَلَى مَا كُلِّفْتُمُوهُ مِنْ إِصْلَاحِ آخِرَتِكُمْ وَأَعْرِضُوا عَمَّا ضُمِنَ لَكُمْ مِنْ دُنْيَاكُم".

لا عقل كالتدبير
ما هي أهمية العقل ودوره في الحياة؟وكيف تتجلى نعمة العقل في سلوكنا ونمط عيشنا؟

نحو اقتصاد عائلي ذكي
العنوان الأبرز في الدين هو أنه دين يحقق للبشرية سعادة الدنيا والآخرة. ولا سعادة في الدنيا مع الفقر والعوز والحرمان. فكيف نفسّر فقر عدد كبير من المسلمين وما هي الأصول الدينية الأساسية التي تحقق للمسلم رفاهيته وسعادته في الدنيا إن هو إلتزم بها؟. ما هي الاجراءات المهمة التي ينبغي ان نعمل عليها من أجل بناء حياة معيشية سليمة تضمن لنا تحقيق سعادة الدنيا والآخرة. وما هي الاخطاء القاتلة التي يمكن ان نرتكبها على صعيد الاقتصاد، فتؤدي إلى تعاستنا في الدنيا والآخرة.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...