
تمتين أواصر العلاقات الاجتماعية
خطوة ذكية نحو زيادة الرزق
السيد عباس نورالدين
الرزق الطيّب يلحق دومًا كل من يكون مثالًا يحتذى في التماهي مع إرادة الله تعالى وحكمته. فالرزق مظهر للقدرة، ولا بد من قدرة لظهور الحكمة في عالم الدنيا. ولهذا، يطلب العاقل النبيه الحكمة، لأنّه يعلم أنّها تجلب الرزق. وكلما ازداد حكمة وسعيًا لتطبيق الحكمة في حياته ازداد قدرة. وكانت سعة الرزق إحدى عوامل القدرة التي سيحصل عليها.
إنّه لا يطلب الحكمة لأجل الرزق، بل يطلبها لأنّها الكمال الواقعي؛ لكنّه مطمئن أنّه إذا كان أمينًا عليها، فسوف يمدّه الله تعالى بكل ما يحتاج إليه لتطبيقها.
وإحدى مظاهر الحكمة الربانية في الحياة أنّ الله تعالى خلق الإنسان ليكون كائنًا اجتماعيًّا. ففي ظل الحياة الاجتماعية يتكامل الإنسان ويتحقّق بصفات عظيمة ما كانت لتظهر فيه لولاها.
ولكي تستقر الحياة الاجتماعية وتثمر، فلا بد أن تكون محكمة متينة عابقة بالإنسانية والفضيلة. من هنا، كان تأكيد الدين وتركيز برامجه على حسن الخلق وصلة الرحم والأخوة والصداقة والزواج و..
إنّ كل من يعمل على تمتين الأواصر الاجتماعية عبر إطفاء النائرة ولمّ الفرقة والإصلاح بين الناس ونشر المعروف والفضيلة والقيم الجميلة، فسوف يرفع الله شأنه ويعزّه ويعلي كعبه ويجعله مرجعًا للناس في حلّ الخلافات وفضّ النزاعات. ولأنّ تقوية بنية المجتمع المسلم تعدّ من الأهداف الكبرى للدين، فإنّ الله تعالى سيوفّر لكل من يعمل على ذلك كل ما يحتاج إليه من إمكانات.
بمجرد أن ينوي المرء التحرّك للإصلاح أو إشاعة المودة أو تقريب الناس إلى بعضهم البعض، حتى يجد أنّ هناك تأييدات خاصة تلاحقه، ما كان ليشعر بها من قبل. وأوّل هذه التأييدات هو ذاك الشعور بالغنى والطمأنينة العجيبة في النفس؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): "أَنْسَكُ النَّاسِ نُسُكاً أَنْصَحُهُمْ جَيْبًا وَأَسْلَمُهُمْ قَلْبًا لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ".[1]
إنّ من مظاهر الغنى الاستغناء؛ أي الشعور بعدم الحاجة إلى الآخرين، وخصوصًا الأثرياء وأصحاب الأموال، "وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّه".[2] فإذا أراد الله لعبده العزة، ألقى في قلبه مثل هذا الغنى، رحمةً بالأغنياء والفقراء. فأما الأغنياء فلحاجتهم إليه إرشادًا ونصحًا وهداية ونفوذ الكلام. ولو رأوه محتاجًا إليهم، لسقط من أعينهم أو فقد ذلك التأثير والنفوذ الذي تحتاج إليه قلوبهم. وأما الفقراء، فلأنّهم إن رأوه على أبواب الأغنياء والأثرياء، ساء ظنّهم به ولم يجدوا فيه القدوة والأسوة في الصبر والزهد والتحمّل والصدق والورع.
كل هادٍ حقيقي يتحرّك في المجتمع لأجل إصلاحه عبر إطفاء نيران العداوة والبغضاء التي تستعر بين الأقارب والأرحام خصوصًا، وغيرهم من الناس عمومًا، فإنّ الله ولحبّه الشديد لهذا العمل العظيم، يؤيّده بهذه العزة والمنعة. ولن يكون للمال عنده معنى سوى أن يكون وسيلة للإصلاح وعونًا على تلك الأعمال الطيبة. فقد يُجري الله على يدي هذا المصلح مئات آلاف الدنانير في السنة الواحدة، دون أن يضنّ لنفسه بدينار واحد منها. فقد أصبح محطّ صدقات وإعانات المحسنين وتبرّعاتهم، فقط لما رأوا فيه من أمانة وحرص واهتمام بالآخرين؛ وهم يعلمون أنّه أفضل من يعلم أين يضع هذه الأموال. وفي الأحاديث الشريفة أنّ لله تعالى عبادًا يرزقهم ما داموا ينفقون ويتصدقون، فإن هم توقّفوا عن الإنفاق قدر الله عليهم الرزق.[3] وفيها أيضًا "اعْلَمُوا أَنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، فَلَا تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَتَحَوَّلُ إِلَى غَيْرِكُمْ".[4]
إحتياج الناس لا ينحصر بالمال والماديات. فهم أحوج إلى من يصلح بينهم ويقرّب قلوبهم ويطمئن أفئدتهم. وإنّما يلجأون إلى من وجدوا فيه الصلة والاهتمام والمعشر الطيّب. ولهذا، فإنّ الاستثمار في صلة الرحم من أجل تمتين علاقة الأقارب ببعضهم البعض وإعزاز شأن الأسرة الكبيرة سيقدّم النموذج الأفضل للآخرين ويكون له أكبر الأثر في نفوسهم.
صحيح أنّ صلة الرحم لا تتطلّب المال والإنفاق، لكنّها غالبًا ما تجرّ إلى ذلك. سواء بالهدايا أو الصدقات أو المشاريع المشتركة. ومع ذلك، فإنّ العائد المادي والمعنوي من ذلك هو أكبر بكثير مما ينفقه المرء على مثل هذه العلاقات، إن هو أخلص النية.
مهما كنت فقيرًا فلا ينبغي أن تنظر إلى أقاربك وأرحامك نظرة مصلحة؛ فإن عاشرتهم، فلا تتوقّع منهم أيّ منفعة، ولا تسعَ للحصول على أي شيء منهم. بل ليكن نظرك وسعيك سعي من يريد صلاحهم ومصلحتهم وسعادتهم وإعانتهم. وهذا هو الإخلاص الذي يجلب العزة التي تجلب الغنى.
- قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع): لَنْ يَرْغَبَ الْمَرْءُ عَنْ عَشِيرَتِهِ وَإِنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَوَلَدٍ، وَعَنْ مَوَدَّتِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ وَدِفَاعِهِمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ، هُمْ أَشَدُّ النَّاسِ حِيطَةً مِنْ وَرَائِهِ وَأَعْطَفُهُمْ عَلَيْهِ وَأَلَمُّهُمْ لِشَعَثِهِ إِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ أَوْ نَزَلَ بِهِ بَعْضُ مَكَارِهِ الْأُمُورِ، وَمَنْ يَقْبِضْ يَدَهُ عَنْ عَشِيرَتِهِ فَإِنَّمَا يَقْبِضُ عَنْهُمْ يَدًا وَاحِدَةً وَتُقْبَضُ عَنْهُ مِنْهُمْ أَيْدِي كَثِيرَةٍ، وَمَنْ يُلِنْ حَاشِيَتَهُ يَعْرِفْ صَدِيقُهُ مِنْهُ الْمَوَدَّةَ وَمَنْ بَسَطَ يَدَهُ بِالْمَعْرُوفِ إِذَا وَجَدَهُ يُخْلِفِ اللَّهُ لَهُ مَا أَنْفَقَ فِي دُنْيَاهُ وَيُضَاعِفْ لَهُ فِي آخِرَتِهِ، وَلِسَانُ الصِّدْقِ لِلْمَرْءِ يَجْعَلُهُ اللَّهُ فِي النَّاسِ خَيْرًا مِنَ الْمَالِ يَأْكُلُهُ وَيُوَرِّثُهُ، لَا يَزْدَادَنَّ أَحَدُكُمْ كِبْرًا وَعِظَمًا فِي نَفْسِهِ وَنَأْيًا عَنْ عَشِيرَتِهِ إِنْ كَانَ مُوسِرًا فِي الْمَالِ، وَلَا يَزْدَادَنَّ أَحَدُكُمْ فِي أَخِيهِ زُهْدًا وَلَا مِنْهُ بُعْدًا إِذَا لَمْ يَرَ مِنْهُ مُرُوَّةً وَكَانَ مُعْوِزًا فِي الْمَالِ، وَلَا يَغْفُلُ أَحَدُكُمْ عَنِ الْقَرَابَةِ بِهَا الْخَصَاصَةُ أَنْ يَسُدَّهَا بِمَا لَا يَنْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكَهُ وَلَا يَضُرُّهُ إِنِ اسْتَهْلَكَهُ.[5]
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: صِلَةُ الْأَرْحَامِ تُحَسِّنُ الْخُلُقَ وَتُسَمِّحُ الْكَفَّ وَتُطَيِّبُ النَّفْسَ وَتَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَتُنْسِئُ فِي الْأَجَلِ.[6]
- عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: إِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تُزَكِّي الْأَعْمَالَ وَتُنْمِي الْأَمْوَالَ وَتُيَسِّرُ الْحِسَابَ وتَدْفَعُ الْبَلْوَى وَتَزِيدُ فِي الرِّزْقِ.[7]
- قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع): صِلَةُ الْأَرْحَامِ تُزَكِّي الْأَعْمَالَ وَتَدْفَعُ الْبَلْوَى وَتُنْمِي الْأَمْوَالَ وَتُنْسِئُ لَهُ فِي عُمُرِهِ وَتُوَسِّعُ فِي رِزْقِهِ وَتُحَبِّبُ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.[8]
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: صِلَةُ الرَّحِمِ وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ يَمُدُّ اللَّهُ بِهِمَا فِي الْعُمُرِ وَيَزِيدُ فِي الْمَعِيشَةِ.[9]
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): مَنْ سَرَّهُ النَّسَاءُ فِي الْأَجَلِ وَالزِّيَادَةُ فِي الرِّزْقِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.[10]
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى خَيْرِ أَخْلَاقِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: مَنْ وَصَلَ مَنْ قَطَعَهُ وَأَعْطَى مَنْ حَرَمَهُ وَعَفَا عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي عُمُرِهِ وَيُوَسِّعَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.[11]
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمُدَّ اللَّهُ فِي عُمُرِهِ وَأَنْ يَبْسُطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، فَإِنَّ الرَّحِمَ لَهَا لِسَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَلْقٌ تَقُولُ: يَا رَبِّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي، فَالرَّجُلُ لَيُرَى بِسَبِيلِ خَيْرٍ إِذَا أَتَتْهُ الرَّحِمُ الَّتِي قَطَعَهَا فَتَهْوِي بِهِ إِلَى أَسْفَلِ قَعْرٍ فِي النَّارِ.[12]
- وَقَالَ (ص): فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ: يَا ابْنَ آدَمَ اتَّقِ رَبَّكَ وَبَرَّ وَالِدَيْكَ وَصِلْ رَحِمَكَ، أَمُدَّ لَكَ فِي رِزْقِكَ وَأُيَسِّرْ لَكَ يُسْرَكَ وَأَصْرِفْ عَنْكَ عُسْرَكَ.[13]
- وقَالَ (ص): مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمُرِهِ وَيُبْسَطَ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَصِلْ أَبَوَيْهِ فَإِنَّ صِلَتَهُمَا طَاعَةُ اللَّهِ وَلْيَصِلْ ذَا رَحِمِهِ.[14]
- قَالَ أمير المؤمنين (ع): فَرَضَ اللَّهُ الْإِيمَانَ تَطْهِيرًا مِنَ الشِّرْكِ... وَصِلَةَ الرَّحِمِ مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ.[15]
- قَالَ أمير المؤمنين (ع): .. وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الرِّزْقِ.[16]
- عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَقَالَ لِي: يَا دَاوُدُ أَعْمَالُكُمْ عُرِضَتْ عَلَيَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَرَأَيْتُ لَكَ فِيهَا شَيْئًا فَرَّحَنِي وَذَلِكَ صِلَتُكَ لِابْنِ عَمِّكَ، أَمَا إِنَّهُ سَيُمْحَقُ أَجَلُهُ وَلَا يَنْقُصُ رِزْقُكَ، قَالَ دَاوُدُ: وَكَانَ لِيَ ابْنُ عَمٍّ نَاصِبٌ كَثِيرُ الْعِيَالِ مُحْتَاجٌ، فَلَمَّا خَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ أَمَرْتُ لَهُ بِصِلَةٍ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) أَخْبَرَنِي بِهَذَا.[17]
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): مَنْ ضَمِنَ لِي وَاحِدَةً ضَمِنْتُ لَهُ أَرْبَعَةً، يَصِلُ رَحِمَهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُهُ وَيُوَسَّعُ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ وَيُزَادُ فِي أَجَلِهِ وَيُدْخِلُهُ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ الَّتِي وَعَدَهُ.[18]
- وقال (ص): .. وأحدّثكم حديثا فاحفظوه: إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه اللَّه مالًا وعلمًا فهو يتّقي فيه ربّه ويصل فيه رحمه ويعلم للَّه فيه حقًّا فهذا بأفضل المنازل.. و عبد رزقه اللَّه مالًا ولم يرزقه علمًا يخبط في ماله بغير علم: لا يتّقي فيه ربّه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم للَّه فيه حقًّا فهذا بأخبث المنازل..[19]
- قال الإمام علي (ع): فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَهُ مَالٌ فَلْيَصِلْ بِهِ الْقَرَابَةَ وَلْيُحْسِنْ مِنْهُ الضِّيَافَةَ وَلْيَفُكَّ بِهِ الْعَانِيَ وَالْأَسِيرَ وَابْنَ السَّبِيلِ، فَإِنَّ الْفَوْزَ بِهَذِهِ الْخِصَالِ مَكَارِمُ الدُّنْيَا وَشَرَفُ الْآخِرَةِ.[20]
- عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ: لَا خَيْرَ فِي مَنْ لَا يُحِبُّ جَمْعَ الْمَالِ مِنْ حَلَالٍ، يَكُفُّ بِهِ وَجْهَهُ وَيَقْضِي بِهِ دَيْنَهُ وَيَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ.[21]
- عَنِ النَّبِيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: تَكُونُ أُمَّتِي فِي الدُّنْيَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَطْبَاقٍ،.. وَأَمَّا الطَّبَقُ الثَّانِي فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ جَمْعَ الْمَالِ مِنْ أَطْيَبِ وُجُوهِهِ وَأَحْسَنِ سُبُلِهِ يَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَهُمْ وَيَبِرُّونَ بِهِ إِخْوَانَهُمْ وَيُوَاسُونَ بِهِ فُقَرَاءَهُمْ، وَلَعَضُّ أَحَدِهِمْ عَلَى الرَّضْفِ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَكْتَسِبَ دِرْهَمًا مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ أَوْ يَمْنَعَهُ مِنْ حَقِّهِ أَوْ يَكُونَ لَهُ خَازِنًا إِلَى حِينِ مَوْتِهِ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ إِنْ نُوقِشُوا عُذِّبُوا وإِنْ عُفِيَ عَنْهُمْ سَلِمُوا..[22]
[1]. الكافي، ج2، ص 163- 164.
[2]. الكافي، ج2، ص 138.
[3]. "إِنَّ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ عِبَادًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، يُقِرُّهَا فِي أَيْدِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ". [تصنيف غرر الحكم، ص 370]
[4]. مستدرك الوسائل، ج12، ص 369.
[5]. الكافي، ج2، ص 154.
[6]. الكافي، ج2، ص 151.
[7]. الكافي، ج2، ص 157.
[8]. الكافي، ج2، ص 152.
[9]. مستدرك الوسائل، ج15، ص 237.
[10]. الكافي، ج2، ص 152.
[11]. بحار الأنوار، ج71، ص 102.
[12]. الكافي، ج2، ص 156.
[13]. عوالي اللئالي، ج1، ص 270.
[14]. بحار الأنوار، ج71، ص 85.
[15]. نهج البلاغة، ص 512.
[16]. وسائل الشيعة، ج15، ص 347.
[17]. بحار الأنوار، ج23، ص 347.
[18]. صحيفة الإمام الرضا (ع)، ص 56.
[19]. نهج الفصاحة، ص 400.
[20]. الكافي، ج4، ص 32.
[21]. الكافي، ج5، ص 72.
[22]. مستدرك الوسائل، ج13، ص 18.

مختصر معادلة التكامل
هذه الطبعة المختصرة لكتاب "معادلة التكامل الكبرى" الذي يبيّن مدى سعة الإسلام وشمول رؤيته ومنهجه لكلّ شيء في الوجود. كيف لا؟ والله عزّ وجل هو المبدأ والمنتهى.. نقدّمها لقرّائنا الذين يودّون أن يحصلوا على معرفة أوّليّة بتلك المعادلة الكبرى، أو للذين لا يجدون الوقت الكافي لمطالعة الكتب الكبيرة. مختصر معادلة التكامل الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 200 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 6$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

كيف أحيا مسلمًا وأعيش سعيدًا
في عالم اليوم حيث تتلاقى الحضارات وتتصادم الثقافات، تبرز الأديان كمحور أساسي في كل هذا التفاعل. وما أحوجنا إلى تقديم ثقافتنا الأصيلة في بعدها العملي المعاش الذي يطلق عليه عنوان نمط العيش.وفي هذا الكتاب سعى المؤلف إلى عرض القيم الإسلامية المحورية في قالب الأسلوب والنمط الذي يميز حياة المسلم الواقعي الذي ينطلق من عمق إيمانه والتزامه بمبادئ الإسلام وقيمه السامية. كيف أحيا مسلمًا وأعيش سعيدًا الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 14*21غلاف ورقي: 288 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-037-8 السعر: 12$

فن تدبير المعيشة (١)
تدبير المعاش يتطلب مهارات عديدة. ولكن ينبغي أولا أن نتعرف إلى هدف العيش في هذه الدنيا وابعاده. لأن المعاش الصحيح ينطلق من مبادئ صحيحة. وبعد ذلك يصبح مهارة وفنا يحتاج إلى الحكمة والممارسة السليمة. فما هي هذه المبادئ وكيف نطبقها تطبيقًا صحيحًا؟

أفضل سبل مكافحة البطالة... لماذا يجب أن نعيد النظر بشأن العمل؟
إنّ عدد سكّان الأرض قد ناهز المليارات السبعة، والقوّة العاملة فيهم تبلغ عدّة مليارات؛ لكن المتتبّع لأسواق العمالة والبطالة يلاحظ أنّ نسبة ملفتة من تلك القوّة العاملة لا تجد العمل المناسب لمعيشتها، وأنّ نسبة أخرى قد تبلغ حوالي العشرة في المئة من المجموع العام لا تجد عملًا من الأساس!

بحثًا عن أسباب الرزق والغنى... فكّر فيما لا يفكر فيه الناس
كل من يتأمّل في طبيعة موارد الأرض وحجم إمكاناتها، لا يشك لحظة واحدة بأنّ هذا الكوكب الساحر يحتوي على كل ما يحتاجه الناس، ولو بلغ عددهم أضعاف ما هم عليه اليوم. ويدرك تمامًا خطأ أصحاب الأفكار المالتوسية.حين سُئل "جورج برنارد شو"، الأديب البريطاني الساخر، عن مشكلة العالم الأساسية أجاب بطريقته المعهودة قائلًا: "إنها تشبه شعر رأسي، زيادة في الإنتاج وسوء في التوزيع". والكل يعلم أنّ هذا الأديب كان كثيف اللحية أصلع الرأس

ما معنى القناعة كنز لا ينفد؟ في البحث عن المعنى الحقيقيّ للغنى
أعظم أسباب الغنى القناعة. وسرّ ذلك أنّ الغنى هو شعور أكثر من أن يكون مجرّد إدراك للواقع. لكنّه ليس شعورًا نخترعه نحن، لأنّه إن انفصل عن الواقع، سرعان ما يزول ليحل محلّه شعور آخر أسوأ من الإحساس بالفقر والحرمان؛ فلا شيء أقوى من الواقع؛ لكن الواقع الذي نعرفه هو واقعٌ جميل مليء بالألطاف والرحمة؛ وكيف لا يكون كذلك وهو يد الله تعالى وتجلياته.

الاقتصاد الحقيقيّ: من منّا لا يحلم باقتصادٍ مزدهر يحقّق أعلى درجات الرّفاهية!
تصوّر أنّك تعيش في بلدٍ لا يهمّك فيه تحديث سيّارتك ولا تلفازك ولا هاتفك ولا أجهزتك الإلكترونيّة!وتصوّر أنّك لا تعيش همّ كلفة الطّاقة التي تحتاج إليها لاستعمال سيّارتك وأجهزة التدفئة والتبريد وما لا يحصى من الآلات والوسائل!

معيشتنا تحدّد مصيرنا
أجل، معيشتنا تحدّد مصيرنا الأبديّ. فقليل من التأمّل في تحدّيات العيش في الدنيا يجعلنا ندرك كم هي عميقة هذه القضيّة وكم هي مرتبطة بقضايا الكون الكبرى.

ما هي أهم أسباب الرزق؟.. وأيّها نعتمد؟
هل يمكن للإنسان أن يسلك طريقًا واضحًا لتأمين رزقه فلا يخيب؟ أم أنّ الرزق أمرٌ غيبيّ بيد الله وحده، لا يمكن للإنسان أن يتعرّف إلى أسبابه مهما فعل؟ في الحديث الشريف: "أَبَى اللَّهُ أَنْ يُجْرِيَ الْأَشْيَاءَ إِلَّا بِأَسْبَاب"؛ ما يعني أنّ لكلّ شيء في هذا العالم أسبابًا وعللًا توجده وتحقّقه، وإن كان كل شيء يرجع إلى الله في الأصل..

اجعل حسابك المصرفي عند الله
يخزن الناس أموالهم في البنوك ويودعونها الخزائن المغلقة ثم يحفظون في ذاكرتهم الأرقام التي تمثل عدد ما جمعوا من مال ومقتنيات. وكلّما سمعوا بالفقر أو احتاجوا للشعور بالغنى استذكروا تلك الأرقام، أو نظروا إلى تلك المقتنيات عسى أن ترتاح نفوسهم أو تسعد قلوبهم؛ وإذا أرادوا أن يطردوا عن أنفسهم هاجس الفقر، أسرعوا للشراء والاقتناء.. ومع ذلك كلّه، يبقى القلب فارغًا والنفس مضطربة.

كيف تصبح غنيًّا.. وتعيش سعيدًا
الغنى عزٌّ، والله تعالى يريد العزّة لعباده المؤمنين. والفقر ذلٌّ وسواد الوجه في الدارين، والله لا يريد إذلال أوليائه وتحقيرهم.. الغنى خيار، وليس مجرّد قضاء وقدر ينزل على الإنسان لمجرّد الابتلاء. فكلّ إنسانٍ باستطاعته أن يصبح غنيًّا! وإذا كان من أولياء الله من اختار الفقر، فذلك لسببٍ خاصّ وموضعيّ يرتبط بطبيعة دوره في المجتمع.

الطريق الصحيح لتأمين المعيشة : كيف نتجنب فتنةً لا تصيب الذين ظلموا خاصّة؟
تحفل النّصوص الدّينيّة بالتّصريحات والإشارات الهادية إلى حياة الكفاف والغنى والنّجاة من الحرمان والفقر. وأوّل دلالات هذه النّصوص (من آيات وأحاديث وأدعية) هي أنّ الله تعالى لا يريدنا أن نعيش في حالٍ من العوز والهمّ المانع من تحصيل الفضائل والسّعي نحو الكمال وبلوغ المقصد الأعلى في ظلّ عبادة الله.وباختصار، لا يمكن مع كلّ هذه الشّواهد أن يظنّ المسلم أنّ الفقر أمرٌ جيّد أو مقبول في الدّين والرّؤية الإسلاميّة، حتّى أنّه قد ورد في بعض الأحاديث "كاد الفقر أن يكون كفرًا".

6 أصول للغنى والكفاف في المعيشة
لقد استضافنا الله في هذه الأرض لا ليحرمنا ويجعل عيشنا كدًّا كدًّا، بل أراد لنا أن نسعى فيها نحو الآخرة. وقد صرّح النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) بهذه الضمانة حين قال: "أيُّهَا النَّاسُ أَقْبِلُوا عَلَى مَا كُلِّفْتُمُوهُ مِنْ إِصْلَاحِ آخِرَتِكُمْ وَأَعْرِضُوا عَمَّا ضُمِنَ لَكُمْ مِنْ دُنْيَاكُم".

6 عوامل.. من أجل اقتصادٍ مزدهر
إنّ المعادلة الكبرى لأي ازدهار اقتصادي تكمن في حقيقة أساسيّة وهي كفاية الأرض لتأمين الحاجات الأساسية لأهلها. لكن هذا العطاء يحتاج إلى عملٍ ذكيّ وتعاملٍ حكيم. وحين يجوع أي شعب في الأرض فهذا يدل على وجود خطأ ما في سلوكه ونمط عيشه وإدارته. وانطلاقًا من هذه القاعدة يوجد ستّة عوامل أساسيّة لتحقيق الازدهار، هي في الواقع بمثابة تطبيق وتفصيل لها.

إذا أردت الغنى فعليك بحسن التدبير
حسن التدبير يعني الاستفادة المثلى من الإمكانات الظاهرة المتاحة، وتحويل الكامن والباطن منها إلى متاح، واستجلاب ما لم يكن بالحسبان! أجل، فحسن التدبير يرتبط بجميع إمكانات العالم وثرواته، الظاهر منها والباطن؛ قال الله تعالى في كتابه العزيز: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَة}، {وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُون}، {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب}؛ وعن أمير المؤمنين (ع): "الْمُؤْمِنُ سِيرَتُهُ الْقَصْدُ وَسُنَّتُهُ الرُّشْدُ".

تعالوا إلى بساطة العيش. كيف تكون الحياة البسيطة وسيلة لتكامل الإنسان؟
كثيرًا ما نسمع في أوساطنا مدحًا وتمجيدًا لبساطة العيش. ولطالما ذُكرت هذه المزيّة كإحدى أهم خصائص العالِم الزاهد. وما أكثر ما تُطلق الدّعوات الموجّهة لطلّاب العلوم الدينيّة ليختاروا بساطة العيش.

أفضل تجارة وأكثرها ربحًا
حين نتأمل في عوامل الازدهار الاقتصادي لأيّ مجتمع، نجد أنّ لنشاط أبنائه وحيويّتهم وإقدامهم على العمل والإنتاج دورًا أساسيًّا فيه. لكن الذي يحقّق الازدهار الواقعي لهذا المجتمع أو ذاك هو سرعة وقوّة التداول الفعّال للثروات بين جميع شرائحه وطبقاته. ونقصد بقولنا "فعّال" كل ما يؤدي إلى زيادة حجم الأنشطة والمشاريع الاقتصادية المرتبطة باستخراج الثروات الدفينة والكامنة.

لماذا ينبغي أن نكدح في الحياة؟.. وهل يكفي الجد لتأمين المعاش؟
قال الله تعالى: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقيه}. الكدح والكد والجد والاجتهاد تجليات لصدق الطلب وشدة الرغبة. فمن طلب الله ورغب بلقائه ترك الدعة والراحة وانطلق ناشطًا في ميادين العمل والسعي؛ فكيف إذا آمن بأنّ هذه الحياة الدنيا ليست سوى محطة عابرة أو جسر للعبور وفرصة للوصول. يطلب أهل الدنيا الراحة والاستقرار فيها، وهم عما ينتظرهم بعدها غافلون. ويرون كل مجاهد مضحٍ أو عامل كادح مسكينًا، ويأسفون على تضييع عمره بالتعب والعناء. وتتسلّل كلماتهم هذه إلى نفوسنا، وقد تعشعش في قلوبنا، بطريقة تفرّخ شعورًا بالذل والهوان عند كل تعب أو عرق. هذا، وأكثر التعب كما يقال يأتي من كراهية التعب!

طَرق أبواب الغيب لاستدرار الرزق
كل من يفهم الحكمة من امتحان الرزق في الحياة الدنيا يدرك جيّدًا أنّ التوجّه إلى الله بالدعاء والعبادة والمسألة والتضرّع والطلب هو أعظم أسباب الرزق؛ بل إن اعتبار هذا السبب في عداد الأسباب الأخرى لن يكون دقيقًا؛ لأنّ ما عداه من أسباب الرزق في مرتبة وهو في مرتبة أعلى. فهو في مرتبة القلب والإيمان والأصل والمنشأ وغيره يأتي ضمن مرتبة السعي والعمل والأثر.

مفاتيح الرزق العجيبة.. اغتنام الفرص الصغيرة يفتح عليك الكبيرة
إنّ احتياجنا المبرم للرزق يجعلنا نواجه الكثير من الاختبارات والبلاءات والفتن. وأحد أكبر هذه الاختبارات هو امتحان العبودية. فإذا نجحنا فيه انفتحت علينا أبواب السماوات ومفاتيح خزائن الأرض. العبودية هي شعور خاص تجاه خالقنا وربّنا. لكنّه ليس مجرّد شعور؛ فهو شيء ينبع من الاعتقاد والإيمان ويتجلّى في العمل. وبعض هذه التجليات العملية والشعورية تظهر في علاقتنا بكل ما حولنا..

لا عقل كالتدبير
ما هي أهمية العقل ودوره في الحياة؟وكيف تتجلى نعمة العقل في سلوكنا ونمط عيشنا؟

نحو اقتصاد عائلي ذكي
العنوان الأبرز في الدين هو أنه دين يحقق للبشرية سعادة الدنيا والآخرة. ولا سعادة في الدنيا مع الفقر والعوز والحرمان. فكيف نفسّر فقر عدد كبير من المسلمين وما هي الأصول الدينية الأساسية التي تحقق للمسلم رفاهيته وسعادته في الدنيا إن هو إلتزم بها؟. ما هي الاجراءات المهمة التي ينبغي ان نعمل عليها من أجل بناء حياة معيشية سليمة تضمن لنا تحقيق سعادة الدنيا والآخرة. وما هي الاخطاء القاتلة التي يمكن ان نرتكبها على صعيد الاقتصاد، فتؤدي إلى تعاستنا في الدنيا والآخرة.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...