
حين تصبح الحرية محور التربية المدرسية
لماذا يجب أن نعيد النظر في هذه القيمة العظيمة؟
السيد عباس نورالدين
مؤلف كتاب المدرسة النموذجية
إنّ العامل الأكبر وراء ضعف التعلّم في المدرسة يرجع إلى الشرود وعدم الرغبة بالتفاعل مع المعلّم. وإنّ جانبًا مهمًّا من هذا العامل يتشكل نتيجة شعور المتعلّم بالضيق الذي تسببه الأنظمة والمسؤوليات المتلاحقة التي تُلقى عليه وكل ما يندرج تحت عنوان الإلزام بما لا يراه ملزمًا. وباختصار، كلما شعر التلميذ أنّ حريته مقيدة، فسوف يفعل أي شيء لاستعادتها، حتى لو كان عبر مختلف سلوكيات الشغب.
لا شيء يمكن أن يكون أسمى وأهم من الحرية بالنسبة للطفل الذي يتحرك على طريق تشكيل شخصيته وتكوينها. فقد قرن الله تعالى بين هذا النموّ الحتمي وبين ضرورة الحرية والاختيار، ولا يمكن لأي إنسان أن يعترضها أو يمنعها إلا أن يختار صاحبها التخلي عنها. فجزءٌ أساسي من معنى وجودنا في هذا العالم يتعلّق بأن نسلك طريق تشكيل هويتنا وتكميل نفوسنا والوصول إلى مرحلة المسؤولية الكاملة عن مصيرها، تمامًا كما لا نستطيع أن نقاوم رحلة ومسيرة النموّ الجسماني. وهنا سيكون العنصر المحوري في تبلور الشخصية وتشكّل الهوية هو هذه الحرية التي لا بد أن يتمتع بها الإنسان وينطلق منها ولو بصورة شبه واعية.
تمثّل المدرسة هنا إحدى أهم المؤسسات التي ابتكرتها المجتمعات من أجل تقييد حرية الإنسان في أكثر مراحل عمره حساسية. فهي المؤسسة التي يُفترض أن يتعلم فيها الإنسان وينشأ على التقيّد بالأنظمة والأعراف الاجتماعية والمشاريع والرؤى الحكومية للمستقبل وتحدياته. وهنا سيُفرض عليه على مدى هذه المرحلة العمرية الكثير من الخيارات، منها ما يكون ظاهرًا جليًّا يرتبط برعاية أنظمة وضوابط معلنة وعواقبها ملموسة؛ ومنها ما يكون باطنًا خفيًّا، مثل أنماط وطرق تفكير معيّنة، أو أنواع قضايا وموضوعات، أو ترتيب أولويات أو توجهات إلى مهن، أو حب وبغض أمور دون أخرى.
لقد انبثقت فكرة المدرسة الحالية وأُقيمت على أساس مهمة صناعة، بل قولبة المواطن "الصالح"، الذي يُفترض أن يتناغم مع تطلّعات الحكومات وأهدافها؛ خصوصًا بعد أن أصبحت هذه المؤسسة شديدة التعقيد في متطلباتها، تعتمد على نخبة قليلة من المتخصصين ذوي الكفاءات العالية. ولهذا، بتنا نجد معظم مدارس العالم تتطلع إلى أي إبداع يجري في أي منطقة من العالم على صعيد المناهج والطرق التعليمية والتربوية، لتسرع إلى تقليده وتطبيقه على أتم وجه بعد التدرب عليه بكل ما يمكن؛ فالمدراء والمعلمون هنا سيكونون أولى ضحايا هذا التقليد والتعليب، ومنهم تبدأ تلك العملية.
نظرًا لتشعب شؤون التربية العلمية بالنسبة لهؤلاء وكذلك شدة تعقيد التنظير حولها وما يُفترض أن ينبثق منها من طرائق تعليم وبرامج ومناهج، فمن الصعب كثيرًا أن يتمكن المدراء والمعلمون من نقد تلك الطرائق والمناهج والتفكير خارج الصندوق الذهبي الذي تقدمه. ويزداد الأمر صعوبةً كلما ازداد تخصصهم في مجالات التربية والتعليم. تحدّث مع متخصص في التربية والتعليم عن أي موضوع تربوي وسوف ترى أنّ رد فعله الأول يتمثل في بحثه عن أصول رأيك أو حديثك داخل منظومة الآراء والنظريات التي درسها في الجامعة!
هذه المدرسة التي ننظر إليها كمؤسسة للأطفال، يضيع فيها الكثير الكثير من الجهود، ولا تتبين أهمية نتاجها، وهي في الواقع الخفي أعمق وأعقد مؤسسة ابتكرها البشر. فلا يوجد في العالم كله مؤسسة بتعقيد المدرسة كانت مؤسسة علمية أو عسكرية أو أمنية أو سياسية، حتى لو كانت مؤسسات صناعة القرار في أمريكا أو مطابخ تشكيل الحكومات اللبنانية؛ لكنّ استخفافنا بالمدرسة يرجع بالدرجة الأولى إلى قصر نظرنا على مخرجاتها التي نقارنها بمخرجات غيرها من المؤسسات بحسب الظاهر. ولا شك عندها بأنّ مخرجات مجلس النواب ستكون بالنسبة لنا أكثر تأثيرًا على حياة الشعب نظرًا لأنّ قرارات هذا المجلس تتناول قضايا الغلاء والعمالة والبطالة والوضع الاقتصادي و.. كما لا شك بأنّ مخرجات المؤسسة العسكرية ستكون أكثر تأثيرًا بالنسبة لنا، لأنّها ترتبط بالدفاع عن الوطن ودفع المعتدين وشن الحروب وإنفاق القسم الأكبر من موارد الدولة، وهكذا..
لكن هذا كلّه حكم على الظاهر؛ أمّا الواقع والحقيقة فإنّه لا يوجد من مؤسسة في العالم كله يمكن أن ترقى إلى مستوى تأثير المدرسة في صياغة حياة الفرد والمجتمع. ولكن بما أنّنا ننظر إلى المخرجات دومًا بعين امتحانات الدخول الجامعية والكفايات العلمية، ولأنّنا غالبًا غير راضين عن هذه النتائج، لأسباب تتعلق بالمنافسة العالمية ومعدلات الأمية ومهارات الحياة و...، فإنّنا سنغفل عن المخرجات السلبية التي هي في الواقع النسبة الأكبر من مجموع المخرجات، وهي التي تظهر في تلك النتائج التي تحفر عميقًا في شخصية الإنسان ومصيره.
أجل، إنّ القسم الأكبر من جهود المدرسة وجهود المتعلمين أنفسهم تذهب هدرًا، نظرًا لطبيعة المرحلة العمرية التي نصر على فرضها للانتساب إليها (مرحلة الطفولة في التعليم الإلزامي) والتي تؤدي تباعًا إلى تعميق الغفلة عن الذات في أهم ما يمس النفس ويؤثر على تشكل هويتها. لكن هذا الضياع هو بعينه أحد أوجه تشكيل الشخصية.
تصور أنّنا نربي الناس منذ الطفولة على القيام بالكثير من الأنشطة التي لا يستطيعون أن يدركوا علاقتها بمصيرهم! وتصور ما هي نتيجة غفلة الإنسان عن قيمة العلم والتعلم في حياته! وتصور ما هي نتائج فرض طرق للتفكير والتعلّم على هذا الإنسان! وتصور ما يمكن أن تؤدي إليه عملية توجيه الإنسان نحو اهتمامات (نسميها نحن اختصاصات) لا تتلاءم مع تكوينه الفطري! هل أكمل التصورات؟!
كل هذا يجري في سياقٍ واحدٍ يمارسه الجميع دون استثناء، وهو سلب الإنسان حريته وتقييده. وهو أخطر ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان في هذه الحياة. وبعد ذلك ـ ومن دون تحمّل المسؤولية والاعتراف بحجم الكارثة التي تسببنا بها ـ نعلن بكل فخر أثناء حفل التخرج الثانوي أنّ شبابنا أصبحوا مؤهلين ليشقوا طريقهم بأنفسهم في هذه الحياة!!
إنّ الحرية لا تقف في مقابل الأنظمة والقوانين والمناهج والبرامج، فهذه ليست حرية بل هي تفلّت وانحلال وهيبية؛ بل الحرية هي الانطلاق نحو آفاق الوجود، كما قال تعالى: {يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلًّا بِسُلْطان}.[1] هنا حيث لا يوجد أي شيء يمكن أن يمنع الإنسان من عبور كل مراتب الوجود، حتى يصل إلى مقام الوجود المطلق الذي هو الحرية المطلقة والمشيئة الكلية، حيث السعادة اللامتناهية واللذات غير المحدودة، حيث الخيارات التي لا حصر لها والإبداع الذي لا يتناهى.
الحرية تستلزم أن يدرك الإنسان الموانع المختلفة التي تحول دون حريته المطلقة، ليجتنبها؛ ومنها قيود الشهوة والغضب والعصبية والانسياق وراء المؤسسات أو الأشخاص الذين لن يكونوا مساعدين له في رحلة السياحة والسباحة في آفاق الوجود؛ ومنها الأفعال الكثيرة التي تُفرض عليه كواجبات وهي لا تتناسب مع قواه ومع فطرته فلا تؤدي إلى تفعيل قدراته وإمكاناته، بل تكبله إلى الأرض وتجعله مخلوقًا دنيويًّا بدل أن يكون سماويًّا. {الَّذينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتي كانَتْ عَلَيْهِم}.[2]
ولكي يدرك وعي الإنسان معنى الحرية الذاتية وأهميتها في تحديد مصيره، يجب أن نجعل منها قيمة محورية وأولوية مطلقة في التربية والتعليم. ففيما يتعلق بالأنظمة والقوانين والضوابط يجب أن يدرك من ينتسب إلى المدرسة أنّه ملتزمٌ بها باختياره، ولكونها تصب في مصلحته وتؤمّن احتياجاته. فإذا منعنا الطلاب من النزول على الأدراج الوسطى أو الانتقال عبر المصاعد أو طلبنا منهم الاصطفاف للدخول إلى الغرف التعليمية أو ارتداء زي خاص، فهذا ما يتطلب منّا كتربويين إجراءات وتعليمات تجعلهم مقتنعين تمامًا بفوائد هذه الضوابط؛ وهذا ما يستلزم فتح أذهانهم على أنواع الخيارات الأخرى ودراسة ومعاينة آثارها.
إنّها مدرسة الحرية المطلقة التي لا تسنّ نظامًا أو قانونًا أو تضع ضابطة لترسيخ هيبة المدير والمعلّم والإدارة والنظارة، بل تبدأ من صناعة الوعي الذاتي تجاه الحرية من خلال تربية التلاميذ على إدراك العلاقة بين الأنظمة والمصالح والمفاسد وذلك في أدق التفاصيل وأصغر الجزئيات.
المدير في مثل هذه المدرسة ليس الهيبة والسلطة والقاهرية، بل هو الحامي والمنفذ والمتابع والساهر على الأنظمة التي اختارها التلامذة بوعيٍ تام. والمعلم في هذه المدرسة ليس عميل السلطة العليا التي تفرض المناهج والبرامج وتحميها من خلال الامتحانات وما فيها من عقوبات وتبعات؛ بل هو مجرى الفيض العلمي الإلهي. والتلميذ فيها يدرك يومًا بعد يوم أنّه باحترامه واتّباعه لخطوات معلّمه الحريص إنّما يقترب أكثر فأكثر من الاتّصال بمنبع المعارف اللامتناهية. وفي هذه المدرسة، ليست المناهج، التي يدرس وفقها، سوى خيار من الخيارات العديدة التي يمكن أن يكتشفها في هذه الحياة. والمعارف المطروحة فيها هي جزءٌ من معارف كثيرة لا متناهية قد لا تُعرض عليه في المدرسة. والأفكار الدينية والقيم المنبثقة منها والأحكام المتفرعة عنها هي خيارٌ في عرض خيارات كثيرة يجب أن يتفحصها ويدرسها عسى أن يختار الأجمل والأصح والأقوم منها.
الحرية في التعلّم هي أحد مظاهر الحرية التي سيختبرها هذا التلميذ في حياته عمّا قريب، وسيكون لها أكبر الأثر في قوة شخصيته ومناعته أمام الكثير من القيود التي صنعها الشيطان لتكبيل البشر حين ينطلقون في آفاق الحياة ويواجهون تحدياتها. فمن تربى على حرية التفكير، سيصبح مهتمًّا بل حريصًا على تفحص وتحليل تلك الخيارات الشيطانية التي تتزين له في مغريات وعصبيات، ولن تنطلي عليه أحابيلها.
ما هي يا ترى أسباب غفلة التربويين ـ من معدّي البرامج ومدراء المدارس ونظّارها ومعلّميها ـ عن طبيعة الحياة التي يواجهها التلميذ في الحاضر والمستقبل، وفيها كل أشكال الخيارات العجيبة المتاحة والميسرة والمغرية والجذابة والمخيفة، حتى يظنوا أنّهم بتقييده في المدرسة يصونونه من آثارها السلبية؟ هذا في الوقت الذي نرى أنهم يقومون بالعكس تمامًا، ويصنعون منه شخصًا متمردًا أو خنوعًا، يرى في تلك الخيارات العجيبة تحقيقًا لذاته أو حمايةً لنفسه.
ما الذي يجعل التربويين غافلين إلى هذا الحد عن ضرورة ترسيخ قيمة الحرية المطلقة التي هي عماد القوة والانتباه والوعي تجاه كل أشكال الخيارات الشيطانية؟
أليس هذا إلا لأنهم فقدوا حريتهم منذ أن كانوا تلامذة في تلك المدرسة التي باتوا الآن حراسها الأوفياء؟
[1]. سورة الرحمن، الآية 33.
[2]. سورة الأعراف، الآية 157.

المدرسة الإسلامية
يعرض لأخطر المشاكل وأهم القضايا حول أوضاع المدارس الحالية، التي تبنت المناهج الغربية، وذلك بالطبع بحثًا عن المدرسة المطلوبة التي تنسجم مع حاجات المجتمع وثقافته. كل ذلك من أجل بعث حركة فكرية جادة بين المهتمين بالتعليم عن طريق بناء الرؤية الشاملة للتربية التعليمية في الإسلام. المدرسة الإسلاميّة الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 232 صفحةالطبعة الأولى، 2014مالسعر: 10$للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراؤه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

المدرسة النموذجية
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه. المدرسة النموذجيّة الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*20غلاف ورقي: 140 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

ثورة التربية والتعليم
يتطرّق الكتاب الرابع في سلسلة الأطروحة التربوية التعليمية التي يقدمها السيد عباس نورالدين إلى أهم القضايا التي تواجه أي ثورة حقيقية تريد إعادة إنتاج التربية التعليمية وفق استحقاقات العصر ومتطلّبات الزمان وبما يتناسب مع التحدّيات التي يعيشها مجتمعنا.الثورة التي يدعو إليها الكاتب تطال جميع مفاصل التربية التعليمية من رؤى ومناهج وقيم وحتى تلك التفاصيل التي تعني كل عامل أو مهتم بهذا المجال المصيري. ثورة التربية والتعليم الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 216 صفحة الطبعة الأولى، 2019مISBN: 978-614-474-033-0 السعر: 12$

روح المجتمع
كتابٌ يُعدّ موسوعة شاملة ومرجعًا مهمًّا جدًّا يمتاز بالعمق والأصالة لكلّ من يحمل همّ تغيير المجتمع والسير به قدمًا نحو التكامل، يحدد للقارئ الأطر والأهداف والسياسات والمسؤوليات والأولويّات والغايات المرحليّة والنهائيّة في كلّ مجال من المجالات التي يمكن أن تشكّل عنصرًا فعّالًا في حركة التغيير، على ضوء كلمات قائد الثورة الإسلاميّة المعظّم روح المجتمع الكاتب: الإمام الخامنئي/ السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 19*25غلاف كرتوني: 932 صفحةالطبعة الأولى، 2017م ISBN: 978-614-474-020-0 سعر النسخة الملوّنة: 100$سعر النسخة (أبيض وأسود): 34$ للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم شراءه عبر موقع جملون بالضغط على الرابط التالي:

روح التربية
الإنسان لا يأتي إلى الدنيا فاسدًا. في البداية يأتي إلى الدنيا بفطرة جيّدة وهي الفطرة الإلهية "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَة"، وهذه هي الفطرة الإنسانية فطرة الصراط المستقيم والإسلام والتوحيد. أنواع التربية هي التي تفتح هذه الفطرة أو تسد الطريق على الفطرة. التربية هي التي يمكن أن توصل المجتمع إلى كماله المنشود، وهي التي تجعل البلاد إنسانية نموذجية كما يريدها الإسلام روح التربية الكاتب: السيد عباس نورالدين الناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 18.5*21غلاف ورقي: 192 صفحةالطبعة الأولى، 2017مالسعر: 10$

معادلة التكامل الكبرى
يقدّم رؤية منهجيّة تربط بين جميع عناصر الحياة والكون وفق معادلة واحدة. ولهذا، فإنّك سوف تلاحظ عملية بناء مستمرّة من بداية الكتاب إلى آخره، تشرع بتأسيس مقدّمات ضروريّة لفهم القضية ومنطلقاتها، ثمّ تمرّ على ذكر العناصر الأساسية للحياة، لتقوم بعدها بالجمع بينها والتركيب، لتخرج في النهاية بمعادلة شاملة لا تترك من مهمّات الحياة شيئًا. معادلة التكامل الكبرى الكاتب: السيد عباس نورالدينالناشر: بيت الكاتب حجم الكتاب: 21.5*28غلاف ورقي: 336 صفحةالطبعة الأولى، 2016مالسعر: 15$ تعرّف إلى الكتاب من خلال الكاتب للحصول على الكتاب خارج لبنان يمكنكم أن تطلبوه عبر موقع جملون على الرابط التالي:

حول أسلمة العلوم الطبيعية أو التطبيقية.. مبادئ أساسية لبناء المناهج
لا ينظر المؤمنون بالإسلام وقيمه إلى الحركة العلمية الغربية بارتياح عمومًا، ومنها ما يرتبط بالعلوم التي تمحورت حول دراسة الكون والطبيعة والإنسان؛ هذه العلوم التي عبّرت عن نفسها بمجموعة من الاختصاصات والفروع، وظهرت بنتاج هائل استوعب جهدًا كبيرًا للبشرية، فأصبح بسبب ضخامته وحضوره مدرسة عامة يتبنّاها العالم كلّه. فالمنهج الغربيّ في التعامل مع الطبيعة والكون والإنسان هو المنهج المعتمد اليوم في كل بلاد العالم دون استثناء. إلا إنّ المؤمنين بالإسلام متوجّسون من حركة الغرب عمومًا، لا سيّما حين ينظرون إلى نتائج هذه العلوم على مستوى علاقة الإنسان بربّه. لقد أضحت هذه العلوم علمانية بالكامل، ليس أنّها لا ترتبط باكتشاف مظاهر حضور الله وعظمته وتدبيره وربوبيته فحسب، بل أصبحت سببًا لحصول قطيعة بين الإنسان وخالقه؛ في حين أنّ هذه العلاقة هي أساس سعادة الإنسان وكماله. أضف إلى ذلك، الآثار الهدّامة المشهودة لهذه العلوم على مستوى التطبيق والتكنولوجيا.من هنا، فإنّنا ندعو إلى إعادة النظر في هذه المقاربة، والعمل على تأسيس مقاربة أدق وأوسع وأشمل تجاه الكون والإنسان والوجود تنطلق من فهم فلسفة الوجود وغايته، فتكون عاملًا مساعدًا لتحقيق الأهداف الكبرى.

تنمية العقل بمواجهة القضايا... كيف يمكن أن نبني منهاجًا حول محور القضايا؟
يصرّ المهتمّون والنقّاد على أنّ الكلام الكلّي والعام لا يفيد ولا ينفع في مجال التعليم المدرسي، لأنّ المشكلة كلّ المشكلة تكمن في كيفية تحويل عملية مواجهة القضايا إلى منهاج تعليمي يراعي شروط المراحل المدرسية. ومن حقّ هؤلاء أن يعترضوا أو يطالبوا بتقديم النموذج، لكن فطرية وبداهة ما ذكرناه حين الحديث عن التعليم المتمحور حول القضايا كان من المفترض أن تغني عن هذا النقاش؛ أضف إلى ذلك التجارب الذاتية التي يمكن لأي إنسان أن يكتشف معها دور تحليل قضايا الحياة في تنمية القدرات العقلية عند الطالب.

المجتمع والتاريخ محورًا في التعليم .. في المقاربات والمناهج والأهداف
للمجتمع في حركته دورٌ كبير في تكوين شخصية الإنسان وتحديد مصيره، فضلًا عن كونه من أبلغ الآيات الدالات على صفات الرب المتعال وحضوره. وكلما استطعنا ترسيخ هذه النظرة وتعميقها أصبح الإنسان أكثر تفاعلًا مع إحدى أهم سبل الوصول إلى كماله. وباختصار، يجب أن تأخذ المناهج التعليمية على عاتقها مهمة أساسية تتجلى في إيصال الإنسان إلى أعلى درجات التفاعل الإيجابي مع مجتمعه والمجتمعات البشرية قاطبة.

التعليم لأجل صناعة أبناء الآخرة.. أين هي القضية الأولى في المناهج؟
إن أردنا أن ننسجم مع رؤيتنا الكونية للوجود والمصير، ينبغي أن يكون للحياة الآخرة حضور أقوى في المناهج المدرسية، يتناسب إلى حدٍّ ما مع محوريتها وأولويتها. فكيف يمكن أن نعد الطالب المدرسي ليكون من أبناء الآخرة بدل أن يكون من أبناء الدنيا امتثالًا لقول أمير المؤمنين عليه السلام؟ المبدأ الأول الذي ينبغي أن تُبنى عليه مناهج التعليم هو ضرورة إعداد المتعلّم للتعامل مع قضايا الحياة الأساسية بما يتناسب مع أهميتها وتأثيرها ودورها في حياته. ولا شك بأنّ الحياة الآخرة هي القضية الأولى

فلتتواضع المدارس... لماذا تعدّ نزعة الاستبداد العلمي عدو التعليم؟
تمارس مدارس اليوم نوعًا من الاستبداد العلمي لا يقل خطورة عن الاستبداد الإداري الذي يضحي بإحدى أهم القيم الإنسانية المرتبطة بالحرية والاستقلالية. إنّ الحرية الفكرية التي تُعد من أهم عناصر التكامل العلمي، تتعرض في النظام المدرسي ـ ومنذ أن تم استيراد شكل المدرسة التعليمية الغربية ـ للإضعاف المستمر.

هل يصح تدريس العلوم الطبيعية بمناهجها الحالية؟ وما هي الشروط التربوية لنجاح هذا التعليم؟
تعمد الأطروحة الجديدة للمدرسة النموذجية إلى إعادة النظر بشأن تعليم العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء والأحياء وكذلك الرياضيات، وذلك بما يتناسب مع الرؤية المرتبطة بدور العلم في الحياة البشرية. لقد تم التركيز على هذه العلوم في المناهج الغربية باعتبار الموقعية المركزية لعالم المادة والطبيعة في الحياة البشرية. ففي الفكر الغربي المادي يُعد تسخير الطبيعة وعناصرها أساس السعادة البشرية، وذلك باعتبار أنّ المنشأ الأساسي للقدرة هو المادة. وبحسب هذا الفكر، بالقدرة يتمكن البشر من الوصول إلى السعادة أو حلّ المشكلات المختلفة... في حين أنّه بحسب الرؤية الكونية الدينية، فإنّ القدرة الأساسية (أي قدرة التغيير والتأثير) إنّما تتجلى في إرادة البشر. وهذه الإرادة لا تظهر فقط بالسيطرة على عناصر الطبيعة، وإنّما تظهر في سلوكياتهم وتعاملهم فيما بينهم في الاجتماع والسياسة. كما أنّ مستوى القدرة يتحدد وفق طبيعة استخدام عناصر الطبيعة وآلياتها وبرامجها؛ ممّا يعني أنّ هذه القدرة الناشئة من تسخير مواد الطبيعة إنّما تتبع أهداف البشر ونواياهم وكيفية استعمالهم لهذه المواد، لا مجرد تسخيرها كيفما كان.لذا يجب قبل أي شيء العمل على بناء الرؤية السليمة المرتبطة بدور الانسان في تسخير عالم المادة، ومدى تأثير ذلك على سعادة البشرية أو شقائها، وتعريف المتعلم إلى كل عناصر القدرة التي يمكن أن يحقق من خلالها سعادته وسعادة مجتمعه.

هل يصح تدريس العلوم الطبيعية بمناهجها الحالية؟ وما هي الشروط التربوية لنجاح هذا التعليم؟
تعمد الأطروحة الجديدة للمدرسة النموذجية إلى إعادة النظر بشأن تعليم العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء والأحياء وكذلك الرياضيات، وذلك بما يتناسب مع الرؤية المرتبطة بدور العلم في الحياة البشرية. لقد تم التركيز على هذه العلوم في المناهج الغربية باعتبار الموقعية المركزية لعالم المادة والطبيعة في الحياة البشرية. ففي الفكر الغربي المادي يُعد تسخير الطبيعة وعناصرها أساس السعادة البشرية، وذلك باعتبار أنّ المنشأ الأساسي للقدرة هو المادة. وبحسب هذا الفكر، بالقدرة يتمكن البشر من الوصول إلى السعادة أو حلّ المشكلات المختلفة... في حين أنّه بحسب الرؤية الكونية الدينية، فإنّ القدرة الأساسية (أي قدرة التغيير والتأثير) إنّما تتجلى في إرادة البشر. وهذه الإرادة لا تظهر فقط بالسيطرة على عناصر الطبيعة، وإنّما تظهر في سلوكياتهم وتعاملهم فيما بينهم في الاجتماع والسياسة. كما أنّ مستوى القدرة يتحدد وفق طبيعة استخدام عناصر الطبيعة وآلياتها وبرامجها؛ ممّا يعني أنّ هذه القدرة الناشئة من تسخير مواد الطبيعة إنّما تتبع أهداف البشر ونواياهم وكيفية استعمالهم لهذه المواد، لا مجرد تسخيرها كيفما كان.لذا يجب قبل أي شيء العمل على بناء الرؤية السليمة المرتبطة بدور الانسان في تسخير عالم المادة، ومدى تأثير ذلك على سعادة البشرية أو شقائها، وتعريف المتعلم إلى كل عناصر القدرة التي يمكن أن يحقق من خلالها سعادته وسعادة مجتمعه.

حين يكون التعليم عدوّ التربية... لماذا يجب تغيير التعليم لإنجاح التربية؟
تعاني المدارس الإسلامية بشكل خاص، والمدارس العلمانية بشكل عام، من مشكلة كبرى تكمن في أنواع الخلل التربوي الذي يجتاح نفوس الطلاب وينذر بكوارث نفسية ومعنوية وأخلاقية ومسلكية كبرى. وفي المدارس الإسلامية قد يتحول التأزم النفسي والأخلاقي إلى نوع من التمرد على أهم ما تمثّله هذه المدارس وهو الدين؛ فنجد في بعضها حالات من الإلحاد والزندقة وإنكار الدين، لا لشيء سوى لأنّ هذا يُعد أفضل طريقة للانتقام من المؤسسة التي مارست أشكال القمع والكبت والضغط باسم الدين بحسب ما يراه طلابها.

كيف تكون الأرض مشروعًا تعليميًّا أساسيًّا؟ بدل التشرذم، تتضافر العلوم والمناهج
منذ أن حصل الطلاق بين العلوم التجريبية والفلسفة، والأرض تئن تحت وطأة التفلت العجيب في استخدام عناصرها ومكوّناتها بطريقة تنذر بكارثة وجودية. حين أصبح ما يُسمى اليوم بالعلم (أو الساينس) يمارَس لأجل "العلم" كما يُقال، فقد العمل البحثي في كل ما يتعلق بالأرض أي نوع من التوجه الهادف والمسؤول تجاه هذا الكوكب الذي يبدو أنّه الوحيد الحاضن للحياة.

تطوير منهج تعليم الدين... وأسس بناء الشخصية المتدينة
هناك إجماع واسع على أنّنا كمؤسسات تعليمية إن كنّا نريد الانسجام مع هويتنا وثقافتنا الأصيلة، فيجب أن نولي التعليم الديني المزيد من الاهتمام كمًّا ونوعًا. فالتحديات التي تواجه التدين والنظرة إلى الدين تضاعفت وتشعّبت إلى حدٍّ كبير؛ ولم تعد تلك المناهج التي أُعدت بذهنية وظروف العقود الماضية قادرة على تلبية تلك التطلعات وتحقيق ما فيها من أهداف.

كارثة تعليم اللغة العربية في المناهج الحالية.. وكيفية الخروج من هذه الورطة
نسمع كثيرًا من طلاب المدرسة تعبير "أنا لا أحب اللغة العربية". ودون أن نلتفت إلى خطورة هذا الأمر، نستمر في التسبب بهذه المشكلة. طريقتنا في تعليم اللغة العربية، وما نفعله من جعل تلامذتنا في مواجهة لغتهم الأم، تجعلنا أشبه بمن يتعمد تعميق المشكلة وإيصال أعزاءنا وأمانات الله بين أيدينا إلى هذه الحالة النفسية التي هي أسوأ ما يمكن أن يعيشه إنسانٌ عربي أو مسلم تجاه اللغة العربية.

الإنسان محورًا في التعليم.. ما زال هناك الكثير ممّا ينبغي معرفته
إنّ في الإنسان أسرارًا كثيرة ينبغي أن يكون البحث عنها واكتشافها هدفًا أساسيًّا لكل متعلّم؛ ويجب جعل رحلة البحث هذه قضيةً مركزيةً في المناهج التعليمية، وعدم إيهام الطالب بأنه لا يوجد وراء المواد التعليمية التي تُقدّم له أشياء كثيرة جديرة بالاكتشاف، كقول القائل: لا يوجد وراء عبادان قرية. والتأكيد على أنّ البحث عن أسرار الإنسان لا ينحصر في إطار إشباع فضوله العلمي، وإنّما يندرج في إطار قضية بناء الذات وتكميلها وتقويتها. فأبعاد الوجود الإنساني ليست سوى قنوات الاتّصال بفيض الكمال الإلهي المطلق. ولأجل ذلك، يحتاج الطالب إلى معرفة النماذج البارزة للذين تحققوا بحقائق الكمال معرفةً تتصل بواقعه المعاش وتحديات حياته المعاصرة وتجعل من هذا البعيد المجهول قريبًا ممكنًا. فالنماذج الراقية للإنسان الكامل ليست سوى تجسيد لتلك الحقيقة العظيمة التي يُفترض أن تكون هدفًا أعلى للحياة كلها.

كيف تصنع المناهج هم تهذيب النفس؟ إطلالة معمقة على دور المدرسة في التربية
يمكن للتعليم المدرسي أن يساهم مساهمة كبرى في توجيه المتعلم نحو أحد أكبر قضايا الحياة وأهمها وأكثرها تأثيرًا على حياته ومصيره، ألا وهي قضية تهذيب النفس والسير التكاملي إلى الله. ولا نقصد من التعليم المدرسي تلك البيئة الفيزيائية المتعارفة، التي يمكن أن تكون معارضة تمامًا لهذا النوع من التربية والتأثير، وإنّما المقصود هو المناهج التعليمية التي يمكن صياغتها وتطويرها بحيث تصبح قادرة على جعل قضية التكامل المعنوي الجوهري همًّا واهتمامًا أساسيًّا، يعيشه المتعلم ويمارسه في هذه المرحلة العمرية الحساسة.

الدين كقضية أساسية في المناهج التعليمية.. مبادئ ومنطلقات
للمعارف المرتبطة بالأديان والمذاهب وخصوصًا الإسلام ميزة مهمة لا يمكن أن نجدها في أي مجال معرفي آخر مهما كان واسعًا؛ ويمكن أن نجعل من هذه الميزة نقطة تفوّق نوعي في شخصية المتعلم، الأمر الذي يرفع من شأنه ومن دوره وموقعيته في المجتمع. إنّ القدرة التي تمنحها العلوم المختلفة، مهما بلغت، لا يمكن أن ترقى إلى قدرة المعارف الدينية (وهذا بمعزل عن الحق والباطل). فالمهندسون والمخترعون والأطباء والتجار ورجال الأعمال لا يمكن أن يكون لهم من القدرة والتأثير في المجتمع كما يكون لمن يمتلك المعارف المرتبطة بحياة الإنسان ومصيره وسلوكه وروحه وتاريخه ومستقبله ونمط عيشه. ولو التفتت المناهج التعليمية في مدارسنا إلى هذه القضية وجعلتها محورًا أساسيًّا في التعليم لشهدنا عمّا قريب هذا التفوّق الذي نطمح إليه.

الأسرة كقضية أولى في التعليم.. المعارف والمهارات
نظرة معمقة إلى مخرجات المناهج المدرسية الحالية تبين النقص الفادح على مستوى معارف الأسرة ومهاراتها، في الوقت الذي تُعدّ هذه القضية الأكثر ارتباطًا وتأثيرًا على حياة الإنسان وسعيه ومستقبله.

كيف تتغلب المدرسة على العقبة الأولى أمام بناء المجتمع؟ لماذا تعزز مناهج اليوم النزعات الفردية وفرار الأدمغة
بالنسبة لأي مجتمع في العالم، لا يوجد ما هو أسوأ من تضييع الطاقات الشابة الخلاقة والفعالة التي يحتاج إليها للتقدم والازدهار وحتى البقاء.. شباب اليوم هم مدراء البلد والمسؤولون عن تقرير مصيره، والفارق الزمني الذي يفصل بينهما لا شيء مقارنة بعمر الأوطان؛ لهذا، فإنّ أي مجتمع سرعان ما سيلحظ الخسارة الكبرى من تضييع الطاقات الشابة.

المشروع الحضاري للتعليم العام.. كيف ننزل هذا المشروع في قالب المناهج المدرسية
السؤال الأساسي هنا هو أنّه كيف يمكن أن نجعل من المشروع الحضاري الكبير الذي نؤمن به منهاجًا دراسيًّا، بل محورًا أساسيًّا في التعليم العام، بحيث يمكن الوصول بالمتعلم إلى مستوى من الفهم والإيمان والتبني والمسؤولية تجاهه، حتى ينتقل إلى الحياة التخصصية والمهنية وقد جعل ذلك كله قائمًا عليه ومتوجهًا إليه.حين يتمكن المتعلم من رؤية الحياة كما هي في الحقيقة، لن ينخدع بعدها بهذه الظواهر: ناطحات السحاب، التكنولوجيا، الطائرات، العدد الكبير لسكان دولة، الدخل القومي الكبير.. فكل هذه المدنية وهذا العمران وهذه الآلات والأدوات لن تكون عاملًا يصرف ذهن هذا المتعلم عن حقيقة ما يجري، وسوف يجد نفسه منخرطًا بسهولة في المكان والموقف الحق الذي يعمل بصدق ووفاء على تحقيق صلاح البشرية والأرض.

دور المناهج في تفعيل القوى الإدراكية... وكيف تنمو شخصية الإنسان التعلّمية
حين أصبح التعليم عامًّا وإلزاميًّا منذ الصغر، واجهت أكثر دول العالم تحديًا خاصًّا يرتبط بوضع مناهج تعليمية تتناسب مع القوى الإدراكية للأطفال وهم يسيرون على طريق النضج والرشد. وقد تمّ إعداد أكثر المناهج التعليمية في العالم على أساس الملاحظات التي قدمها علماء نفس وتربية حول النموّ الذهني أو العقلي أو درجة الذكاء وأنواعه في الإنسان.

القضايا لا العلوم محور التعليم البنّاء
يقوم التعليم المدرسي في جميع بلاد العالم على أساس وجود مجموعة من العلوم التي تمكّن الإنسان من فهم العالم وامتلاك القدرات اللازمة للتعامل معه. ومن النادر أن نجد من يناقش في أصل هذه المقاربة ويتحداها، باعتبار أنّها تستأثر وتحتكر كل طرق المعرفة البشرية.

لماذا تنحسر المؤسّسات الإسلامية التعليمية؟
نسمع عن مؤسّسات تعليميّة إسلامية تصل إلى مرحلة تضطر معها للتخلّص من معلمين ومعلمات، امتلك بعضهم خبرات سنين متمادية، لا يمكن تحصيلها بسهولة في أي معهد إعدادي.ومن جانبٍ آخر، لا أحد ينكر أنّ مجتمعنا مازال يعاني من نقصٍ حاد فيالخبرات التعليمية والعلم وتأمين التعليم المناسب. إنّ مشكلة التعليم سواء في مجال المهارات أو المعارف هي مشكلة متفاقمة، لأنّ معظم المدارس الحالية لا تؤمّن الحد الأدنى اللازم من التعليم المطلوب.

ظاهرة اللغة كقضية في التعليم.. ما الذي يعرفه خريجو المناهج الحالية؟
إنّ اللغة كظاهرة كونية كانت ولا تزال تُعد أهم عنصر لقوة البشر؛ فلولا اللغة لما استطاع الإنسان أن يبلغ ما بلغه من شأن على مستوى الحضارة والعمران والفكر وحتى المعنويات؛ بيد أنّ العلاقة بين اللغة وهذه الإنجازات الكبرى لا تظهر بأي نحوٍ من الأنحاء في المناهج التعليمية الشائعة؛ بل نجد عملًا ممنهجًا يؤدي إلى طمسها بشتى السبل، والتي يصل بعضها الى درجة التآمر!

المنهاج التربويّ للقرآن الكريم... كيف نحقّق الأهداف القرآنية؟
إنّ جميع الأهداف القرآنيّة أو الغايات الفرديّة والاجتماعيّة، التي أُنزل هذا الكتاب الإلهيّ من أجلها، إنّما تتحقّق في ظلّ السّعي الحثيث لتطبيق القرآن في الحياة. وهذا ما يحصل بعد اكتشاف المنظومة العامّة أو الخطّة الإلهيّة الشاملة التي فصّلها الله فيه.

لماذا يجب توجيه التعليم نحو بناء الحضارة؟ وما هي مستلزمات ذلك؟
أحد الأهداف الكبرى التي ينبغي أن يتوجه التعليم المدرسي إليها هو ربط المتعلم بالمشروع الحضاري الكبير الذي ينبغي أن تتكاتف جهود الجميع وتنصب باتّجاه تحقيقه؛ الأمر الذي يقتضي قبل أي شيء جعل مجتمعنا قويًّا ومنيعًا، يحقق استقلاله في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

حين يكون التعليم عدوّ التربية 2
لكي يعطي التعليم النتائج المطلوبة، ينبغي أن يحصل ضمن بيئة تفاعلية إيجابية تقوم على إيجاد الوعي العميق بين الطالب والعلم.. وما دامت أساليب التعليم تقوم على إخضاع المتعلّم وإكراهه على اتّباع نمط محدد في التلقي والدراسة والأداء، فمن المستحيل أن يتحقق هذا الوعي؛ خصوصًا إذا عرفنا أنّ لكل إنسان نمطه الخاص في التعلّم.

قضية التكنولوجيا في التعليم... رؤية قيمية ضرورية
يتّجه العالم اليوم وبسرعة قياسية نحو جعل الآلات والأجهزة أكثر قدرةً وتأثيرًا، بمعزل عن النتائج الكارثية التي يمكن أن تتسبب بها لهذه الأرض ومن عليها؛ وما لم تخضع هذه الظاهرة للدراسة والتحليل والنقد والتمحيص، فإنّ هذه الحركة الاعتباطية ربما تخرج تمامًا عن سيطرة الإنسان، ولا يتمكن بعدها من الحد من آثارها الوخيمة. إنّ جوهر التعليم ينبغي أن ينصب نحو تحقيق السعادة الواقعية للإنسان والتي تتمثل في خلافته لله في الأرض. فقيمة الإنسان الحقيقية وكرامته تتجلى في كونه ذاك النوع المخلوق الذي أوكلت إليه مهمة إحياء الأرض وعمارتها وإصلاحها وتبديلها إلى أرض مشرقة بنور ربها. وحين يتنكب هذا الإنسان عن هذا الصراط المستقيم، فسوف تنقلب هذه الأرض نفسها عليه ويُبتلى بأنواع العذاب والمآسي.

التكنولوجيا وثورة التعليم الكبرى.. كيف سيتعلم التلميذ في سنة واحدة ما يتعلمه اليوم في 12 سنة
يمثل الجانب التطبيقي عنصرًا محوريًّا في التعلّم، وذلك لما له من دورٍ شديد الفاعلية والتأثير في ترسيخ المعرفة وتقوية المهارات المرتبطة بها. وتكشف التطبيقات عن مدى فهم التلميذ للمطالب؛ فكم من تلميذٍ ظن أنّه استوعب المسألة استيعابًا تامًّا، حتى إذا انتقل إلى حل التمارين المرتبطة بها اكتشف أنّه بعيد جدًّا عن فهمها. اللغة والرياضيات والعلوم التطبيقية لا يمكن التطوّر فيها إلا بواسطة التطبيقات والممارسة. كما أنّ البعد التطبيقي يكشف عن العديد من جوانب القضية المطروحة، والتي ما كان بالإمكان الالتفات إليها دونه. ورغم اهتمام المناهج المدرسية الحالية بهذا البعد، حيث نرى كتبها حافلة بالتمارين التطبيقية، إلا أنّها تواجه مشكلة حقيقية فيما يتعلق بالتغذية الراجعة للتلميذ الذي يُفترض أن يقوم بحل المسائل التطبيقية والإجابة عنها، خصوصًا كلما اتّسع نطاق التمارين وكثُر عددها.

المدرسة النموذجية: كيف ستكون المدرسة في المستقبل
إنّ القوّة الأساسيّة للمدرسة النموذجيّة تكمن في برامجها ومناهجها التي تتميّز بقدرتها على تقديم المعارف والمهارات بأحدث الطرق وأسهلها، وتعتصر كل التراث العظيم للبشريّة وتتّصل بكامل التّراث الاسلامي وتقدّمه لطلّابها عبر السنوات الدراسيّة كأحد أعظم الكنوز المعرفيّة. وهكذا يتخرّج طلّابنا وهم متّصلون بهذا البحر العظيم لكلّ الإنجازات الحضاريّة في العالم كلّه ويمتلكون القدرة التحليليّة اللازمة لتمييز الخير من الشرّ في جميع أنحائه.

المحور الأوّل للنّظام التعليميّ السّليم
من أهم القضايا التي تشغل بال أهل التربية والتعليم هي قضيّة العلم. لذا من أراد أن ينبي رؤية واضحة في التربية والتعليم يحتاج إلى تحديد موقفه من العلم.
الكاتب
السيد عباس نورالدين
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران : الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه. بدأ رحلته مع الكتابة والتدريس في سنٍّ مبكر. ...
مجالات وأبواب
نحن في خدمتك

دورة في الكتابة الإبداعية
الكتابة فن، وأنت المبدع القادم دورة مؤلفة من عدة فصول نواكبك حتى تنتج روايتك الأولى